يجب الاستعانة بي جعجع
تشكيل لجنة خبراء لإيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين الطروحات والتصورات

انتهت الجولة الثالثة لطاولة الحوار على موعد جديد لجلسة رابعة تعقد في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في ٢٢ كانون الثاني المقبل في قصر بعبدا لاستكمال البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية
وتشكيل لجنة من الخبراء المنتدبين لإيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الطروحات المقدمة والتصورات للاستراتيجية الدفاعية الواحدة.
وكانت طاولة الحوار التأمت في الحادية عشرة والربع من قبل ظهر أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومشاركة أفرقاء الحوار الـ.١٤ وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري أول الواصلين قرابة العاشرة حيث اجتمع برئيس الجمهورية. تلاه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، النائب آغوب بقرادونيان، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حاملاً ملف تصوره للاستراتيجية الدفاعية، النائب ميشال المر الذي قال إن لا استراتيجية دفاعية لديه، لكنه سيكون مستمعاً للاقتراحات، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي أكد التفاهم مع الدكتور جعجع على كل شيء بما في ذلك المشروع السويسري، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي لم يعلق على أسئلة الصحافيين، النائب بطرس حرب حاملاً تصوره للاستراتيجية الدفاعية، رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، النائب محمد الصفدي، رئيس الكتلة الشعبية النائب الياس سكاف، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، النائب غسان تويني. بعدها دخل رئيس الجمهورية في الحادية عشرة والربع وصافح الجميع واتخذ الجميع أماكنهم باستثناء رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الذي وصل في الأخير وصافح رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة والمجلس والنائب وليد جنبلاط.
افتتح الرئيس سليمان الجلسة بعرض أبرز التطورات التي حصلت على الصعيد الداخلي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، داعياً الى الاستمرار في تعزيز عمل المؤسسات والى وحدة الصف في مواجهة التحديات.
وعرض ما حصل من تقدم في مجال تنفيذ المقررات التي تم التوافق عليها في الجلسة السابقة، داعياً الى مزيد من الجهد للالتزام بكامل مضامينها، خصوصاً في مجالي التهدئة والمصالحات. كما توجّه سليمان بأطيب تمنياته الى أفرقاء الحوار والى الشعب اللبناني بمناسبة الأعياد معرباً عن أمله في أن تعم مناخات التوافق والسلام على الأراضي اللبنانية كافة.
وتابع المتحاورون مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، حيث قدّم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تصوره للاستراتيجية المؤلف من عشر صفحات. وقد تلا جعجع هذه الاستراتيجية أمام الحضور ثم وزع نسخاً عنها، ولم تجر مناقشتها من قبل الحضور، لكن العماد ميشال عون أشار في مداخلته إليها من خلال القول إن هذه الاستراتيجية تعتمد على الجيش النظامي ونحن نعتمد على المقاومة.
وكان من المقرر أن يعرض النائب بطرس حرب تصوره الخاص إلا أن هذا الأمر أرجئ الى الجلسة المقبلة، وأدرج على جدول اعمالها. وعزا النائب حرب تحديد جلسة الحوار المقبلة بعد شهر إلى إطالة المناقشات حول الظروف الإقليمية والدولية والعسكرية في المنطقة التي لم تسمح بتقديم طرحه حول الاستراتيجية بعد أن قدّمها جعجع.
وأشار إلى رؤيته حول الاستراتيجية الدفاعية التي ستدرج على جدول أعمال الجلسة الحوارية المقبلة، وكشف عن تشكيل لجنة تضم الأطراف لجمع الأفكار المتفقة والمختلفة حول الاستراتيجية الدفاعية وذلك لعرضها على المتحاورين للاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه كقواسم مشتركة.
وأوضح حرب أن هذه اللجنة ستضم ممثلين عن أصحاب الطروحات المتعلقة بالاستراتيجية، مشيراً إلى أن مهلة شهر هي مهلة طبيعية لمتابعة النقاش في ظل أمور عدة سنكون مقبلين عليها في الشهر المقبل على صعيد الاتصالات الدولية، وقد يكون لها بعض الانعكاسات على الطروحات.
وعلم أن لجنة الخبراء سوف تستعين بعدد من ضباط الجيش، على أن ينتدب كل من قدّم مشروعاً للاستراتيجية الدفاعية مندوباً عنه الى اللجنة لمواكبة اعمالها والتوصل الى ورقة موحدة تتضمن النقاط المتفق عليها بين الجميع والنقاط العالقة التي تحتاج الى جولات جديدة من الحوار والنقاش.
وقدّم الرئيس امين الجميل مطالعة شدّد فيها على ضرورة التوصل الى خطة عمل قبل البحث في الاستراتيجية الدفاعية. ولفت إلى كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الجمعة الفائت، في يوم التضامن مع غزة الذي أكد أن المقاومة ستقوم بواجبها لنصرة غزة وضرورة تحريرها من البحر الى النهر.
واعتبر الجميل أن هذا الكلام مقلق ويتناقض مع الجو الذي تناقش فيه الاستراتيجية الدفاعية، وأنه خروج عن التزامات سابقة لحزب الله لجهة أن موضوع السلاح يقف عند حدود تتعلق بالقضية اللبنانية ولا تشمل القضية الفلسطينية وقضية الشرق الأوسط. وسأل ما هي التسوية الذليلة والمهينة التي يرفضها الشيخ قاسم ومن الذي قبل بها؟ وقال: الجميع متعاطف مع غزة، لكن نرفض إقحام لبنان والمقاومة في هذا الموضوع.
وطالب بتفسير واضح لهذا الكلام، خصوصاً أن لبنان والعالم العربي طرحا مبادرة صدرت عن قمة بيروت وعرفت بقمة عبد الله للسلام لا تقول بتسوية مهينة، إنما بمحاولة سياسية وديبلوماسية حظيت بتوافق عربي ولبناني.
وردّ الرئيس بري على كلام الجميل فأوضح أن الشيخ قاسم تكلم عن نصرة غزة إنما لم يقل كيف. وهنا سأل الجميل لماذا لا نبدأ بالجولان خصوصاً أن سوريا دولة قوية وقادرة على حماية نفسها ما يسهل دعم غزة؟ عندها أشار بري الى أن هذا الكلام غير دقيق، وأكد باسم حزب الله أن الأخير ملتزم مقررات الحوار وأنه يجب التضامن مع القضية الفلسطينية. وهنا طلب النائب محمد رعد الكلام وأكد التضامن مع غزة، لكنه لفت الى أن حزب الله لم يحدد الوسيلة التي سيستخدمها للتضامن.
وتحدّث رعد وبعض اركان المعارضة فجددوا مطالبة رئيس الجمهورية بتوسيع طاولة الحوار.
البيان الرسمي
وانتهت الجلسة في الثانية والنصف وصدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:
إستأنفت طاولة الحوار أعمالها في مقر رئاسة الجمهورية بتاريخ ٢٢/١٢/٢٠٠٨ برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمشاركة جميع أفرقاء الحوار.
إفتتح فخامة الرئيس الجلسة بعرض لأبرز التطورات التي حصلت على الصعيد الداخلي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، داعياً الى الاستمرار في تعزيز عمل المؤسسات وإلى وحدة الصف في مواجهة التحديات.
واستعرض كذلك ما حصل من تقدم في مجال تنفيذ المقررات التي تم التوافق عليها في الجلسة السابقة، داعياً الى المزيد من الجهد للالتزام بكامل مضامينها، خصوصاً في مجالي التهدئة والمصالحات.
تابع المتحاورون مناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية. وبنتيجة المداولات توافق المجتمعون على الأمور الآتية:
١ـ التزام نهج التهدئة السياسية والإعلامية (على مستوى أفرقاء الداخل وفي اتجاه الدول الشقيقة والصديقة والمسؤولين فيها)، بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي ومصالح لبنان العليا.
٢ـ الإعراب عن التضامن السياسي مع غزة وشعبها في مواجهة الحصار الإسرائيلي اللاإنساني الذي تتعرض له.
٣ـ التنبه الى المخاطر التي قد تنجم عن تطورات الظروف الإقليمية.
٤ـ المضيّ في السعي لتحقيق المزيد من المصالحات وتعزيز فرص نجاح الحوار.
٥ـ إستكمال البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية (ضمن المهل المناسبة) والعمل من خلال لجنة من الخبراء المنتدبين، على إيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الطروحات.
٦ـ تحديد الساعة الحادية عشرة من نهار الخميس الواقع فيه ٢٢/١/٢٠٠٩ موعداً للجلسة الرابعة في قصر بعبدا.
واغتنم فخامة الرئيس هذه المناسبة ليتوجّه بأطيب تمنياته إلى أفرقاء الحوار وإلى الشعب اللبناني بمناسبة الأعياد، معرباً عن أمله في أن تعمّ مناخات التوافق والسلام على كل الأراضي اللبنانية.
٣ـ التنبه الى المخاطر التي قد تنجم عن تطورات الظروف الإقليمية.
٤ـ المضيّ في السعي لتحقيق المزيد من المصالحات وتعزيز فرص نجاح الحوار.
٥ـ إستكمال البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية (ضمن المهل المناسبة) والعمل من خلال لجنة من الخبراء المنتدبين، على إيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الطروحات.
٦ـ تحديد الساعة الحادية عشرة من نهار الخميس الواقع فيه ٢٢/١/٢٠٠٩ موعداً للجلسة الرابعة في قصر بعبدا.
واغتنم فخامة الرئيس هذه المناسبة ليتوجّه بأطيب تمنياته إلى أفرقاء الحوار وإلى الشعب اللبناني بمناسبة الأعياد، معرباً عن أمله في أن تعمّ مناخات التوافق والسلام على كل الأراضي اللبنانية.
قبل الحوار
قبل دخول رئيس الجمهورية صالون السفراء حيث انتظر المشاركون في الحوار، سجلت حوارات بين الحضور، أبرزها حوار ضم النواب محمد رعد ووليد جنبلاط وميشال المر.
وجرى حوار ضم النائب العماد ميشال عون والنائب المر انضم إليه النائب هاغوب بقرادونيان، ثم الرئيس فؤاد السنيورة والوزير ايلي سكاف.
كما جرى حوار بين الرئيس نبيه بري وعون وسكاف وبقرادونيان، وحوار بين السنيورة والرئيس امين الجميل والمر وكذلك حوار بين الجميل وسمير جعجع والنائب بطرس حرب.
ولوحظ ان الرئيس السنيورة كان يطوف من حلقة الى حلقة مصافحاً. فيما صافح الرئيس سليمان الجميع عند دخوله. كما لوحظ تبادل حديث بين رعد وجعجع عند جلوس الاعضاء الى الطاولة. وكان جو الحوار وديّا.