الحق مع علي و علي مع الحق
وسيشاركون انتخابيّاً
إنّهم عائدون... وسيشاركون انتخابيّاً
عاد نشاط «الأحباش» السياسي والاجتماعي إلى سهل البقاع بعد غياب قسري فرضته ارتدادات اغتيال الرئيس رفيق الحريري عليهم وعلى مجتمعهم الذي انغلق على نفسه في قرى البقاع «السنية» وبلداته التي اجتاحتها موجة «المستقبل» العاطفية والسياسية و«التحريضية».
نجح «أحباش» البقاع في الحدّ من خسائرهم طوال السنوات الأربع الماضية، فاغتيال الحريري وما تبعه من انسحاب شامل للجيش السوري واستخباراته، فرض عليهم «العمل السري» نسبياً في مجتمع محلي كانوا «أسياده» في البقاع الغربي وراشيا وقرى في البقاع الأوسط طوال العهد السوري الذي ساهمت علاقتهم «المميزة» به في تطوير وجودهم الكمّي والنوعي على أرض سهل البقاع، خلافاً للحركات الإسلامية الأخرى التي كانت تعتبر «معادية» لسوريا كالجماعة الإسلامية ومتفرعاتها، إضافة إلى التيار السلفي الدعووي.
«نمو» الأحباش على أرض السهل وصل إلى قمته بين 1990 و2004 والتي يُطلق عليها هنا «عصر الأحباش الذهبي» الذي لم يأفل، بل أصيب بنكسة كبيرة ليس في الأفق ما يقول إنه عائد إلى «مجده» الغابر.
فالانتشار العمودي والأفقي لتيار «المستقبل» في قرى البقاع السنية أصبح عقبة كبرى أمام عودة «الأحباش» إلى تفعيل أنشطتهم الفكرية ـــــ الدينية والسياسية، إضافة إلى بروز حركات إسلامية على ضفاف «المستقبل» وجدت في البقاع تربة خصبة لعملها الديني والسياسي ومناسبة لا تعوض للانقضاض على «الأحباش»، وتحديداً المجموعات السلفية وتلك العاملة تحت «عباءة» دار الفتوى التي اتحدت مع المستقبل وكوّنت معاً جبهة مواجهة لـ«الأحباش» طيلة السنوات الماضية قد تتصاعد وتيرتها رغم «إطلاق سراح» جمعية المشاريع من تهمة المشاركة في اغتيال الحريري التي تنفس جمهورها الصعداء في مختلف قرى انتشارهم، ولا سيما في البقاع الغربي وراشيا حيث يغص مقرهم الرئيسي اليوم في قرية الروضة بالمريدين والمناصرين والأصدقاء.
فالروضة التي احتضنت بساتين تفاحها منذ 1975 وحتى 2004 عشرات المواقع العسكرية الفلسطينية والكردية وحتى الأريتيرية وغيرها من «الحركات الثورية»، احتضنت أيضاً «الأحباش» الذين حولوها إلى عاصمتهم السياسية رغم انقسام أهاليها بين مؤيد ومعارض لهم.
تنفس «الأحباش» مع إخلاء سبيل الأخوين عبد العال في البقاع، فتح الباب أمام مروحة واسعة من الأسئلة والتساؤلات عن دورهم وموقعهم في الانتخابات النيابية المقبلة.
ففي انتخابات 2005 اعتصم «أحباش» البقاع في منازلهم وانحنوا أمام العاصفة العاتية ضدهم. فكتلة جميعية المشاريع الناخبة لا يستهان بها في البقاع الغربي وراشيا، إضافة إلى حضورهم المحدود نسبياً في البقاع الأوسط وبعلبك وعرسال. ويقول متابعون لنشاط «الأحباش» الانتخابي إن أصواتهم كانت تجيّر في الانتخابات الماضية للوائح ومرشحين مقربين من سوريا التي لم تسمح لهم بترشيح أحد منهم في البقاع منذ انتخابات 1992 وحتى انتخابات الألفين.
ويقدر هؤلاء القوة التجييرية للأحباش في البقاع عامة بنحو ألف صوت. ويقول مقربون من الجمعية إنهم خاضوا الانتخابات البلدية والاختيارية في أكثر من بلدة وقرية بقاعية و«استطعنا أن نحوز عشرات المقاعد في المجالس البلدية والاختيارية، لكننا اليوم لم نحسم خيارنا في الترشح بقاعا، لكن أصواتنا ستكون حكماً لمرشحين نلتقي معهم سياسياً».
ويكشفون أن «الأحباش» في البقاع سيدعمون لائحة الوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع الغربي وراشيا، ولائحة التيار الوطني الحر المتحالف مع الوزير الياس سكاف في زحلة، إضافة إلى دعم لائحة حزب الله في بعلبك ـــــ الهرمل. ويكشف هؤلاء أيضا أن إقدام جمعية المشاريع على ترشيح أحد باسمها في البقاع «ليس وارداً حالياً، ونحن لم نبت رسمياً بعد مسألة مشاركتنا ترشحاً في الانتخابات المقبلة».
وعن العلاقة مع تيار المستقبل في البقاع يقول المقربون من «الأحباش» إن «العلاقة ليست جيدة على الصعيد السياسي العام، فنحن وإياهم على طرفي نقيض، ولكن العلاقة على المستوى الاجتماعي في مختلف أماكن وجودنا المشترك مقبولة نسبياً، وقد تعاونّا معاً في حل الكثير من المشاكل الفردية ـــــ الاجتماعية، وقد استطعنا تجنب الكثير من الإشكالات والاستفزازات التي قام بها مناصرون للمستقبل ضدنا».
■ يحرص «الأحباش» على إحياء المناسبات الإسلامية، وهم أسسوا لهذه الغاية فرقاً إنشادية.
■ يعتبر الشيخ أسامة السيد من أبرز وجوه جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في البقاع، وهو يتخذ من بلدته الروضة مقراً استراتيجياً له، أما في قضاء راشيا فإن حضورهم خجول جداً، فيما لهم بعض الحضور والنشاط في بعلبك وعرسال.
■ نجح «الأحباش» في إثبات وجودهم السياسي والديني في قرى منطقة العرقوب «السنية» (قضاء حاصبيا
جريدة الاخبار