الحق مع علي و علي مع الحق

من اجل مقعد نحرق البلد

من اجل مقعد نحرق البلد

جنبلاط يحمل على الجيش هرباً من خطأ معلوماته

لماذا هذا الهجوم الجنبلاطي المفاجئ على الجيش؟ يرفض معظم من في يدهم الأمر في الجيش الرد مباشرة على النائب وليد جنبلاط. فكما يقول أحد كبار الأمنيين اللبنانيين، لا الجيش يريد استعداء جنبلاط، ولا الأخير يريد تأزيم العلاقة، رغم أن الأمور وصلت إلى حد إعلان القطيعة «بالإنابة»، من خلال سحب ممثله من لجنة دراسة مشروع الاستراتيجيا الدفاعية «رفضاً للمشاركة في حفل التزوير» على حد تعبيره.
مطلعون على العلاقة بين المؤسسة العسكرية ورئيس اللقاء الديمقراطي يؤكدون أن للأخير فريقاً يمده بالمعلومات عما يجري داخل المؤسسة العسكرية. لكن هذا الفريق يظهر كمن يسترق السمع من خلف الأبواب أكثر منه مشاركاً في وضع القرارات وتنفيذها. ويرتبط الفريق مباشرة بجنبلاط الذي بات شديد التوتر بسبب الوضع الإقليمي الذي يسير لغير مصلحته، وبسبب ما جرى في لبنان منذ السابع من أيار، حين كان لجنبلاط الدور الأكبر في اتخاذ الحكومة قرارها الشهير بإقالة العميد وفيق شقير وإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله.
ومن ناحية أخرى، يتحدّث مسؤولون أمنيون عمّن ورّط جنبلاط في قضية العقيد دانيال فارس، من خلال إمداده بمعلومات خاطئة ومنقوصة عن دور فارس في وزارة الاتصالات من جهة، وعن علاقة فارس باللواء جميل السيد واللواء رستم غزالة من جهة أخرى. وعلى هذا الأساس، اتهم جنبلاط فارس بمحاولة تتبع التحقيق الدولي وعرقلته. وعندما خرج وزير الدفاع لتغطية الوزير جبران باسيل وقرار انتداب فارس للعمل في وزارة الاتصالات، أصيب جنبلاط بانتكاسة دفعته للهروب إلى الأمام. بدأ زعيم المختارة ينبش سجلاته بحثاً عما في حوزته وفريقه السياسي ـــ الأمني عن بعض ضباط الجيش، وبالتحديد عن ضباط صميم المؤسسة العسكرية، أي مديرية الاستخبارات. ورمى سهامه مصيباً 4 فروع في المديرية: الرائد أنطوان قهوجي في الفرع التقني والعقيد جورج خميس في فرع استخبارات بيروت والعقيد عامر الحسن في الشمال والعقيد حسين خليفة في البقاع.
انطلق جنبلاط من خلفية مفادها أن الرائد قهوجي كان مسؤولاً عما قيل له إنه «التنصت في القصر الجمهوري إبان عهد الرئيس إميل لحود»، وسيصبح في وقت قريب أحد مديري غرفة التنصت في وزارة الداخلية، بقرار من وزير الدفاع الياس المر. طالب جنبلاط وزير الدفاع بتوضيح هذه المسألة، «متناسياً أن إبعاد الضباط الذين خدموا تحت إمرة «أعدائه الكثر» عن مراكز القرار والتنفيذ في المؤسسة العسكرية سيؤدي إلى صرف أكثر من نصف ضباط الجيش»، على حد تعبير مسؤول رفيع.
أما جورج خميس فقد استحضر جنبلاط لمهاجمته خلافاً تجارياً بين شخصين، أحدهما من آل الزبيدي، مطالباً بالتحقيق مع خميس بسبب دور الأخير في التحقيق في هذه المسألة، «فقط لأن الأخير حاول حل الخلاف بغير ما يشتهيه جنبلاط»، كما قال مسؤول أمني.
مهاجمة العقيد عامر الحسن أتت لأن الفرع الذي يترأسه أوقف المواطنَ السوري نوار العبود، الذي قال جنبلاط إن العقيد حسين خليفة سلمه إلى السلطات السورية بسبب معارضته للنظام في دمشق. وهنا يأتي الرد على جنبلاط من مسؤول أكثري بالقول إن «الحسن كان ينفذ التعليمات، فأوقف العبود وأكّد أنه أطلق سراحه لاحقاً». وفي حالة نوار العبود، تجاهل جنبلاط أن دورية من فرع المعلومات كانت قد أوقفته في أيلول الماضي في منطقة البحصاص، «بعد ورود تقارير عن إعداده لمجموعات في منطقة الشمال، وشرائه ألبسة موحدة لتوزيعها على أتباعه الذين نظمهم بأسلوب شبه عسكري»، بحسب ضابط رفيع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. «وحينذاك، أفهِم العبود أنه ممنوع عليه خرق السقف السياسي لتحركاته في لبنان». وفي السياق ذاته، ذكر ضابط آخر في الأمن الداخلي أن نوار العبود، «كعدد آخر ممن يدّعون معارضة النظام السوري في لبنان، يعملون في الحقيقة لحساب الاستخبارات السورية. ولدينا معلومات مؤكدة أن أحدهم كان يرفع صوته ضد النظام نهاراً وينتقل إلى حمص ليلاً للقاء العقيد السوري ح. م».
ويوم الجمعة الفائت، ازداد استياء وليد جنبلاط بعدما ردّ قائد الجيش العماد جان قهوجي، بحضور الرئيس ميشال سليمان، عليه دون أن يسمّيه، فاتخذ قرار سحب ممثله من لجنة دراسة الاستراتيجيا الدفاعية، من دون أن يتعرض لصلاته الحقيقية بالمؤسسة العسكرية، تمهيداً لإعادة ترميم العلاقة بين الطرفين قريباً، بحسب ما يؤكّد أكثر من مطلع على هذه العلاقة. ويفسّر مسؤول رفيع تصرّف جنبلاط الأخير بأنه محاولة منه لرد اعتباره في مقابل كلام قائد الجيش، و«جنبلاط لم يعتد بعد أن المؤسسة العسكرية ليست كالحكومة السابقة: تنتظر هجومه على العميد وفيق شقير لتصدر قرار إقالته».
وبعيداً عن المؤسسة العسكرية، لفتت الأنظار برودةُ جنبلاط عندما تحدّث عن النائب سعد الحريري. «ألا يشبه ذلك ما كان يثيره جنبلاط في وجه الرئيس الراحل رفيق الحريري، الذي كان يسترضيه على طريقته الخاصة؟». أحد مساعدي الرئيس الحريري السابقين يسمع التشبيه المذكور ويكتفي بالتعليق بضحكة طويلة

حسن عليق

ارسل تعليق

No comments found.

Search site

جميع الحفوف محفوظةali1.webnode.com