الحق مع علي و علي مع الحق

سباق تأليف اللوائح

سباق تأليف اللوائح

سباق تأليف اللوائح ينطلق والمعارضة تفتتح معركة بيروت

 

على بعد 86 يوماً من موعد الانتخابات، بدأت اللوائح «الفردية» بالظهور، وتسارعت اللقاءات داخل الفريقين الأساسيين لمعالجة المشاكل العالقة وإجراء المناقلات والترضيات تمهيداً لتظهير صورة اللائحة الكاملة لكل من المعارضة و14 آذار.
أظهرت الساعات الماضية، أن المعارضة وضعت استعداداتها للانتخابات على نار حامية، وعلم في هذا الإطار أن اجتماعاً عقد قبل فترة غير بعيدة، بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، بحثا خلاله الأوضاع العامة وخطة المعارضة للانتخابات، والتحالفات في غالبية الأقضية، إضافة إلى أمور تتعلق بعمل الحكومة.
ومن المفترض أن يعقد قريباً اجتماع بين نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن الموضوع نفسه، قبل عقد اجتماع موسّع يضم أكثر من قيادي بارز في المعارضة لإعلان برنامج واحد وترشيحات ضمن لوائح موحدة في كل لبنان.
وأمس أطلق عون أولى معاركه الانتخابية في بيروت، معلناً ترشيح التيار ودعمه للائحة تضم إلى الآن: نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرا عن المقعد الأرثوذكسي، ونقولا الصحناوي عن المقعد الكاثوليكي، ومسعود الأشقر عن المقعد الماروني، على أن يعلن حزب الطاشناق خلال اليومين المقبلين اسمي المرشحين الأرمنيين وسط احتمال أن يكون أحدهما الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني.
وقال عون لـ«الأخبار» إنه أنجز تقريباً غالبية اللوائح المدعومة من التيار في مناطق جبل لبنان، ومرشحي التيار في بقية الدوائر الانتخابية، مشيراً إلى أن إعلان اللوائح في جبل لبنان رهن ببعض الأمور التي تتعلق بالتكتيك السياسي لا أكثر.
وعن بقية لوائح المعارضة، أعلن عون أن هناك اتصالات قريبة لاستكمال الأمور واتخاذ القرار، مؤكداً أن المعارضة دخلت مرحلة القرار، وأنه سيُصار إلى مزيد من التشاور قبل إعلان اللوائح الموحدة. واتهم الموالاة بأنها تعمد مباشرة أو من خلال آخرين، إلى الكثير من المناورات التي «يجري العمل على تعطيلها والانطلاق في المعركة الانتخابية في كل لبنان».
وفي احتفال في الصرفند، قال النائب علي خريس إن المعارضة ستخوض الانتخابات «على أساس مشروع سياسي واضح وفق عناوين لبنان الدولة والعيش المشترك، لبنان الإنماء والمقاومة، لبنان لجميع أبنائه، والجميع فيه محكوم للديموقراطية التوافقية».
أما في جانب قوى 14 آذار، وفيما تتجه الأنظار اليوم إلى البيال حيث تبدأ مؤتمرها الثاني الذي تطلق خلاله حملتها الانتخابية، فقد كشفت مواقف عدد من أعضائها وجود عقبات أمام تأليف اللوائح، بل تحدّث الوزير وائل أبو فاعور عن «عقد» في «ضرورة إيجاد خريطة عامة للتوزيع النيابي في أكثر من منطقة (...) تحفظ الوحدة داخل 14 آذار» و«بما يلبّي حجم التمثيل لكل القوى». وكشف أن الانتخابات كانت عنوان لقاء النائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني نصر الله صفير، قائلاً إن البحث تناول كيفية إجرائها «بطريقة سلمية»، ولم يجرِ التطرّق إلى الأسماء.
ودعا حزب الوطنيين الأحرار «قادة 14 آذار وشخصياته، إلى عدم إضاعة البوصلة، والصمود في وجه الاعتبارات الضيقة والأنانيات البغيضة، كالغرق في حسابات الأرقام والأحجام والأوهام، بدل السعي إلى تمثيل كل مكوّناتها ولو أدى ذلك إلى تضحية البعض وتنازله عن بعض حقوقه».
وأمس، زار النائب سعد الحريري القلمون، حيث وضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع، وأشاد بالبلدة التي «كانت سبّاقة في مواقفها الداعمة لقوى 14 آذار وتيار المستقبل»، وبأبنائها الذين «كانوا دائماً أوفياء للرئيس رفيق الحريري»، وقال: «إننا في هذا البلد نريد أن نعيش مسلمين ومسيحيين بعضنا مع بعض في جو من المحبّة والمودّة».
انتخابياً أيضاً، عرض بري مع الوزير زياد بارود التحضيرات لـ7 حزيران، ودعا إلى جلسة تشريعية الخميس المقبل لدرس عدد من مشاريع واقتراحات القوانين، أبرزها اقتراح خفض سن الاقتراع.
 الموازنة والتعيينات والتنصّت
في هذا الوقت، أقفل الأسبوع على بداية حلحلة لعدد من الملفات الخلافية، وأبرزها الموازنة، إذ التقى وزير المال محمد شطح رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان والمدير العام هاشم حيدر، وعلم أنه تم الاتفاق على الـ60 ملياراً للمجلس، وأن البحث يتركّز على إيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الرئيس فؤاد السنيورة، الذي نقل عنه الوزير طارق متري قوله في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة إن لقاءه وبري في بعبدا «خطا نحو معالجة المشكلات العالقة، ولا سيما موازنة 2009». وأضاف متري إن جو ما بعد اللقاء يسمح بإجراء التعيينات الإدارية.
أيضاً توقّع الوزير علي قانصو التوصل إلى حل موضوع الموازنة قبل جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مجدداً مطالبته بإلغاء كل المجالس والصناديق دون أي انتقائية. أما الوزير جبران باسيل، ومع تأييده لاتفاق الرؤساء، فقد رفض أي تسوية «على حساب الموازنة أو الناس»، وقال إن المشكلة لم تكن على رقم المليارات، بل على «الصناديق التي نجمع كلنا على أنها صناديق هدر»، مكرراً أن الموازنة يجب أن تكون مدخلاً لإقفال هذه الصناديق وإنشاء وزارة التخطيط.
وبعد تجاوزه في مجلس الوزراء، عاد ملف التنصت إلى الأضواء من عين التينة، التي زارها رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله، معلناً أنه سلم بري تقريراً يستند إلى جلسات اللجنة، ومستندات من عدد من الوزارات عن «المخالفات والخروق الكبيرة» للقانون 140 «التي كان فيها نوع من الاستباحة لحريات المواطنين وخصوصياتهم والكثير من السياسيين والإعلاميين». وشدد على «ضرورة التزام الحكومة القانون»، وعلى «رفض إعطاء أيّ مهل لمخالفة القانون». وقال إن الأمر بات في عهدة رئيس المجلس «لننتظر ما سيقرره».

على صعيد آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في وزارة الخارجية «أن السفارة اللبنانية ستفتح أبوابها في دمشق الأسبوع المقبل، وسيُرفع العلم اللبناني فوق مكاتبها»، وأن مدير مكتب وزير الخارجية رامي مرتضى سيتوجه إلى سوريا لهذا الغرض، مضيفاً إن السفير المعيّن في سوريا ميشال الخوري سيلتحق بالسفارة فور إنهاء مراسم وداعه كسفير حالي في قبرص.
وذكرت الوكالة أن فتح السفارة سيتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى باريس اعتباراً من الاثنين المقبل، ناقلة عن مصدر رسمي لبناني أن سليمان سيبحث ونظيره الفرنسي ملف العلاقات اللبنانية السورية «التي يتابعها الجانب الفرنسي عن قرب».
وكان الأمين العام للمجلس اللبناني السوري نصري خوري قد زار أمس الوزير فوزي صلوخ، وأعلن بعد اللقاء التوافق على تسريع وتيرة تنفيذ القرارات المشتركة. وأكد عدم وجود مشكلة في عملية ترسيم الحدود، مجدداً استعداد سوريا «لدعم كل ما يتوافق عليه اللبنانيون»، بما فيه موضوع السلاح الفلسطيني، الذي رأى أن قرار الحوار الوطني في شأنه يحتاج إلى «آليات معيّنة».
وقال إن العلاقات الدبلوماسية «تسير على الطريق الصحيح»، وإن تسلّم السفيرين موقعيهما سيكون آخر خطوة. ورفض التشكيك في موقف سوريا التي فتحت سفارتها في بيروت فيما «لبنان حتى الآن لم يفتتح سفارته».
على طريق الخليج ومصر، وفيما اختتم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، زيارته الرسمية للكويت وقطر، زار الرئيس أمين الجميّل رئيس الجمهورية، مستأذناً للسفر إلى الكويت «بدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد». كذلك زار قائد الجيش العماد جان قهوجي، السنيورة، وأطلعه على نتائج زيارته للولايات المتحدة، والمواضيع التي سيبحثها في مصر التي يزورها قريباً
جريدة الأخبار

ارسل تعليق

No comments found.

Search site

جميع الحفوف محفوظةali1.webnode.com