الحق مع علي و علي مع الحق

حرب البحار

امريكا تنكمش في اليابسة استعدوا لحروب البحار

 

 

لو كانت غزة هاشم ومعسكرها الداعم للمقاومة الحمساوية الجهادية لم تنتصر كما يروج البعض من المحسوبين على بني جلدتنا فلماذا كل هذا الحشد الدولي للضغط على حماس والفصائل المتحالفة معها لانتزاع ما فشلوا من انتزاعه منها في الميدان؟!
لو كان خيار المقاومة لم ينتصر فعلا فلماذا كل هذا التهويل حول الدور الايراني والحمساوي و'حزب الله' 'المخرب' لجهود التسوية التصفوية التي تكسرت على صخرة صمود غزة هاشم؟! لو كانت اسرائيل قد انتصرت بالفعل على حماس والمقاومة وحكومة المجاهد اسماعيل هنية فلماذا كل هذا التعلل في عملية اعادة اعمار غزة ما لم يأتوا بحكومة المقاطعة المنتهية ولايتها ولو على جرافة بعد ان فشلوا في مخطط الاتيان بها على ظهر دبابة ترويكا الخيبة الثانية بزعامة كبير الحمقى اولمرت؟!
دعوهم يموتوا في غيظهم اذن، ودعوهم يولولوا ويصرخوا الى ما شاء الله، ولا تلتفتوا بعد اليوم الى الوراء فقد اقتربت ساعة الحقيقة التي تفيد بانهم فشلوا في الجو كما في البر في فت عضد المقاومين، وان كيانهم المصطنع بات محصورا بين فكي كماشة المقاومة اللبنانية والفلسطينية في الميدان، ما اضطرهم الى البدء في حرب المحيطات والبحار بحجة السيطرة على طرق تهريب السلاح ! هذه هي نتائج الحرب العالمية على غزة باختصار شديد لمن يبحث عن حقيقة ما يجري اليوم من استمرار لهذه الحرب بوسائل السياسة والحرب الدعائية والنفسية في محاولة مسمومة لانتزاع اي تنازل مهما كان قليلا او ظاهريا من حكومة المجاهدين في غزة بعد ان فشلوا في اخضاعها في حرب الـ22 يوما !
ببساطة علم الحساب العادي فقد تحولت اسرائيل الكبرى التي حلموا بها من الفرات الى النيل، الى مجرد معسكر مدجج باسلحة القتل والابادة تحده من الشمال 'دولة' حزب الله ومن الجنوب 'دولة' حزب حكومة المقاومة الحمساوية الجهادية ومن الشرق 'دولة' اطفال الحجارة النابلسية الخليلية التي تغلي من اجل ان تجربها اسرائيل في اشتباكات طويلة النفس، ومن الغرب بحر متلاطم مسكون بسفن الكرامة وقوارب الصيد الفلسطينية التي لا تنام قبل ان تتعافى يافا ومن قبلها حيفا ومن بعدها عسقلان !
واما من الداخل فالقنبلة الديموغرافية لما يسمونهم بعرب الـ48 فهم اقرب الى شريان الموت والحياة فيها من حبل الوريد، والذين يكادون يطبقون على صدر الكيان المترنح كما تطبق الصخرة على تلمودهم في عصر التيه والضياع ! فبعد اول حرب حقيقية تخسرها دويلة الكيان الصهيوني مع اهل الارض الحقيقيين وعلى ارضهم في غزة هاشم لم يبق من الكيان 'الدولة الكبرى' الحلم سوى شريط ساحلي قابل للتصدع والترنح امام اي اختبار جديد من نوع جمهورية الفدائية البطلة دلال المغربي !
قبل حرب تموز المجيدة في العام 2006 كانت اسرائيل بالنسبة لنا نحن المشرقيين من اعلى جبال الاطلسي في الغرب الى تخوم سور الصين العظيم لاسيما نحن المسلمين ليست سوى غدة سرطانية لا مكان لها بيننا وهي لا بد يوما ان تزول وقناعتنا في ذلك استنادا الى حقيقة قرآنية ستتحقق عاجلا ام آجلا .
لكن ما بعد تموز (يوليو) وبعد ان تمرغت هيبة هذا الكيان وردعه في التراب والوحول وبعد ان تلقى ضربة قاصمة في بنيان عقيدته واسس بنيانه فقد تحولت تلك العقيدة القرآنية الى حقيقة ميدانية !
واليوم وبعد ان تذوقت ترويكا الفشل والعار خيبة اولمرت الثانية على ايد فلسطينية وفوق اصحاب الارض الفلسطينية خيبتهم الثانية، ما اضطرهم الى دعوة اساطيل الاصلسي لحماية ما تبقى من تلك الدولة الكبرى الحلم، فانه قد حان الوقت لتصبح مقولة زوال دولة اسرائيل حقيقة غربية ـ امريكية ايضا لن يطول الوقت كثيرا حتى نسمعها من قبل قادة الغرب المتهالك والمستهلك في كازينو القمار الدولية، بان معسكر اسرائيل هذا بات حملا وعبئا ثقيلا لا يمكن للغرب تحمل اكلاف الاحتفاظ به طويلا وانه جاء وقت تفكيكه واعادته الى الشتات من جديد واغلاقه نهائيا !
واما الحبيبة مصر، مصر ام الدنيا ومصر الحضارة ومصر سعد زغلول وحلمي باشا ومصر الازهر الشريف وحسن البنا وعبد الناصر و... مصر العروبة والاسلام فقد آن لها ان تقطع مع حكم جريمة العصر الكبرى التي تقضي بمحاصرة اهل القطاع من رفح حتى توقف هذا النزيف الفلسطيني والاستنزاف العربي والاسلامي الداخلي الذي لا معنى له ولا مبرر على الاطلاق ايا كانت الاختلافات في الرؤى والسياسة !
فاذا كانت المعارك في الميدان قد توقفت بفضل صلابة المجاهدين وصمود اهلنا الاسطوري في غزة هاشم، فان استمرار الحصار عليهم من قبل ذوي القربى وعدم فتح المعبر الحيوي والمصيري لامداد القطاع الصامد بكل ما يحتاجه من مال وغذاء ودواء. والسلاح كل السلاح سيحول مصر كلها الى صيد سهل للعدو الغدار، ذلك ان احد اهداف الحرب على غزة هو اخراج مصر نهائيا من معادلة التوازن الاقليمي ومن دورها العربي الاكبر والاثقل كما يفترض !
لقد حانت ساعة الحقيقة لمن يحاول ان يتخفى خلف اصبعه، فالعدو الاستكباري المتمثل بالقوى الهيمنية الواقفة وراء حاملة اسلحة الدمار الشامل التي اسمها دولة اسرائيل لن توفر بعد اليوم معتدلا او وسطيا او حتى وسيطا من اجل الاستماتة في اطالة عمر هذه القاعدة العسكرية المزروعة في قلب المشرق العربي والاسلامي ولو بضعة ايام اضافية قبل ان تقرر اغلاقها !
والمثال التركي بارز للعيان لمن يحاول حجب الشمس بالغربال ! فالعلاقة بين انقرة وتل ابيب استراتيجية كما يصرح الطرفان وتركيا عضو في حلف الاطلسي، وعلاقاتها مع اسرائيل لم تقطع حتى الآن وتعاونهما العسكري مستمر حتى اللحظة، ومع ذلك كله لم يغفر لها كل هذا، عندما قررت قول كلمة حق امام سلطان العالم الجائر ودويلته النازية المسخ، وكل ما ارادته بعد ذلك ان تكون وسيطا نزيها لوقف سفك الدماء الفلسطينية !
المعركة القادمة اذن عالمية بكل معنى الكلمة وقد تنطلق من غزة هاشم او من اي مكان آخر متخيل او غير متخيل، وشعاعها لن يظل محدودا في مساحة جغرافية محدودة بعد ان فتحوا حرب السيطرة على المضائق والبحار والمحيطات على مصاريعها !
وعليه فان مصر بالدرجة الاولى والدول الاسلامية والعربية الكبرى بما فيها ايران عليها جميعا ان تحسم مواقفها جيدا وتصلب دفاعاتها التضامنية فيما بينها بدقة، وان ترص الصفوف من اجل سد المنافذ على العدو ومحاصرة حصاره قبل فوات الاوان وقبل ان تبدأ القلاع بالسقوط من الداخل لان الشوارع كل الشوارع لا تزال تغلي ومعركة بداية نهاية اسرائيل قد نضجت او تكاد، والايام بيننا

محمد صادق الحسيني

ارسل تعليق

No comments found.

Search site

جميع الحفوف محفوظةali1.webnode.com