جنبلاط ينفي اللقاء الرباعي
جنبلاط ينفي اللقاء الرباعي: لا تطوّرات إيجابيّة في لوائح 14 آذار
اعتباراً من منتصف هذه الليلة، لن يبقى إلا 72 ساعة لإقفال باب الترشيحات، ولا تزال الصورة غامضة عند المفاتيح الأساسية في حسم بعض الترشيحات والتحالفات وتحديد مسار الانتخابات في عدد من المناطق التي تعيش سباقاً بين المعركة والتوافق
مع بلوغ العدد الرسمي للترشيحات الرقم 323، كانت اللوحة الانتخابية عند قوى 14 آذار تبلغ أعلى درجة من السوريالية، بتضارب المعلومات عن اللقاء الرباعي في قريطم ليل الثلاثاء، ليس لأن هذا التضارب يتناول ما دار في اللقاء ونتائجه، بل أسماء حضوره. فبعدما سارعت وسائل الإعلام إلى تلقف خبر اجتماع النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري والرئيس أمين الجميّل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، أكدت مصادر في 14 آذار لـ«الأخبار» حصول اللقاء بالأسماء المذكورة أعلاه، حيث «دعاهم سعد الحريري إلى العشاء في منزله»، وأنه تم التوافق على تمثيل الكتائب في بعبدا أو في عاليه «مع أرجحية أن يكون في عاليه»، وأن لائحة المتن ستضم كل مكوّنات 14 آذار هناك، أي الوزير نسيب لحود، ممثل للقوات اللبنانية، النائب ميشال المر وحزب الكتائب، لكن «ملف الشمال لا يزال قيد البحث»، مضيفة أن اللقاء انتهى بالاتفاق على عقد آخر لاحقاً، لاستكمال البحث. جاءت المفاجأة على لسان جنبلاط نفسه، الذي رد على سؤال لـ«الأخبار» بالقول: «أنتم الجهة الخمسون التي تسألني عن هذا اللقاء، لكن هذا اللقاء لم يحصل». وباستيضاحه أكثر وإبلاغه بأن ثمة من يؤكد حصول اجتماع قريطم وفي حضوره، قال: «ربما حصل مع أحد غيري». ولم يكتف بذلك، بل أكد أنه لا تطورات إيجابية حتى الآن في تشكيل لوائح 14 آذار «إذ لا تزال الأمور على حالها».
وفي معزل عن خلفيات تأكيد خبر اجتماع الثلاثاء ونفيه، فإن الأنظار اتجهت ثانية إلى قريطم، أمس، حيث استضاف الحريري لقاءً قال النائب سمير الجسر في حديث إذاعي إنه «مع فاعليات شمالية»، وكان يتوقع أن يضم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي لـ«حسم صيغة التحالف شمالاً»، ولكن المفاجأة الأولى تمثلت بعدم حضور الصفدي الذي علم أنه يتجه إلى تأليف لائحة خاصة به، والمفاجأة الثانية، بحسب معلومات لـ«الأخبار» أنه جرى التعامل مع ميقاتي بفوقية خلال الاجتماع، ولم يُقدَّم أي شيء إضافي أو جديد له، بل إن ما كان متفقاً عليه وضع في إطار المساومة مجدداً، ما أدى إلى انتهاء الاجتماع سلباً، بعدما كان ميقاتي قد توجّه إلى قريطم متفائلاً بالتحالف وباستعداد للتعامل بمرونة مع عقدة المقعد الماروني في طرابلس الذي يعارض «المستقبل» إعطاءه لجان عبيد. لكن في المقابل، وصف الجسر الاجتماع بـ«الناجح»، وقال: «في المبدأ تم الاتفاق على كل الأمور»، ولا تزال هناك «بعض التفاصيل الصغيرة و«الرتوشات».
وكان قد سبق هذا اللقاء، أول اعتراض على تحالف الحريري ـــــ ميقاتي ـــــ الصفدي، تمثّل (الأخبار) بتوزيع بيان على أبواب المساجد في المنية والضنية، موقّع باسم «أبناء المنية والضنية»، يهاجم ترشيح محمد علم الدين «ترضية» لميقاتي وقاسم عبد العزيز «ترضية» للصفدي، معتبراً أن علم الدين «مرشح غريب عن البيئة السياسية لمنطقة المنية»، وعبد العزيز «مرشح غريب عن انتمائها الواضح»، وسأل موقّعو البيان: «كيف يعطى ميقاتي والصفدي نائبان من أصل ثلاثة من المنطقة، وكيف يصبح قرار هذه المنطقة غريباً عنها بنسبة 66%، وهما لا يملكان على الأرض أكثر من 6%؟»، مطالبين «بتسمية مرشحين غير محسوبين على ميقاتي أو الصفدي، وإلا فإننا سندعو إلى مقاطعة الانتخابات».
أما في صيدا، فقد بقي الوضع ناراً تحت رماد هوية مرشح «المستقبل» الثاني وموقف الجماعة الإسلامية، إذ تهرّب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني نادر الذهبي، في السرايا، من سؤال عما إذا حسم ترشّحه في صيدا، بالقول: «ليس هذا المكان للبحث في هذا الموضوع»، فيما كشف النائب أسامة سعد في لقاء مع متطوّعين من لجان الحملة الانتخابية، وفي حضور رئيس البلدية عبد الرحمن البزري، عن رسائل «كان يبعثها الطرف الآخر تحثّنا على الطعن بالبلدية ونقض حلفنا مع تيار الدكتور عبد الرحمن البزري، في مقابل تسوية انتخابية»، مؤكداً رفضه لهذه التسوية «فنحن لا نطعن الدكتور البزري، ولا أي حليف وطني في المدينة يطعن الآخر فهذا معيب، وإذا حسموا خيارهم بترشيح الرئيس فؤاد السنيورة فنحن نقول لهم «أعلى ما في خيلهم ليركبوه». واتهم «تيار المستقبل، بالعمل لجعل مدينة صيدا نقطة ارتكاز لفريق 14 آذار لحصار المقاومة وإدخال صيدا في صراع مع محيطها وعمقها الطبيعي». بدوره، قال البزري: «إذا أرادوا معركة انتخابية حامية الوطيس فنحن لها، وليختاروا أي مرشح لمنافستنا مهما كانت رتبته، نحن لن ترهبنا الأسماء والرتب والمسؤوليات الحكومية، فصيدا أساساً تعوّدت أن تواجه كل من يتصدّى لتيارها الوطني، وهذا التيار انتصر على أسماء كبار ويستطيع أن ينتصر اليوم على أي اسم آخر حتى لو كان يتمتع بدعم إقليمي أو دولي أو كان يستند إلى النعرات والتحريض الطائفي والمذهبي».
لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد أمام وفود زارته في المصيلح، استمرار مساعيه لتحقيق التوافق في صيدا، موضحاً أن هذه المساعي «لم تكن في يوم من الأيام تدخلاً في شؤون المدينة، بل سلوك دأبت على انتهاجه في كل الاستحقاقات الانتخابية النيابية التي شهدتها المدينة، ولم تكن يوماً خلافاً لإرادة ورغبات أبناء المدينة وقادتها السياسيين والروحيين، وفي مقدمهم الشهيدان الرئيس رفيق الحريري والأستاذ مصطفى معروف سعد وعلماؤها الأجلاء وفاعلياتها كافة»، كذلك فإنها «ليست انحيازاً إلى فريق ضد فريق آخر، وإنما هي مساع لحفظ دور المدينة الرائد في الوحدة الوطنية، باعتبار أن صيدا هي أمّ المدن الجنوبية، ومنها خرج المقاومون الأوائل الذين ساهموا في تحرير المالكية، وعند بوابتها تحطمت كل المؤمرات والفتن». وأعرب عن ثقته بأنه «بالتوافق الذي سنستمر في العمل من أجل تحقيقه أو بالانتخابات»، فإن أبناء صيدا سيؤكدون في 7 حزيران «حفظ المدينة وهويتها ودورها عنواناً من عناوين الوحدة والتعايش ورافداً أساسياً من روافد المقاومة».
وغير بعيد عن صيدا، أفيد بأن الاتصالات بين بري والنائب ميشال عون، أثمرت تراجع المشكلة في شأن دائرة الزهراني، إثر إقرار الجميع بأن النائب ميشال موسى له حيثيته الحقيقية وسط أبناء المنطقة، وأن أكثر من استطلاع للرأي أظهر تقدّمه على جميع منافسيه، فيما لا تزال العقدة قائمة في شأن دائرتي جزين وبعبدا، حيث يشير متابعون للاتصالات إلى أن برّي لا يزال يتمسك بالنائب سمير عازار في جزين، وبحقه في المقعد الشيعي الثاني في بعبدا، بينما يريد عون أحد المقعدين.
وتلقي هذه العقدة بثقلها على الوسيط الوحيد بين الطرفين أي حزب الله، الذي طرح التخلي عن المرشح الكاثوليكي القريب منه في جزين لمصلحة عون، مع ميله إلى ترك المقعد الشيعي الثاني في الضاحية لبري الذي يبدو أنه يريد من خلاله تعويض خسارة مرجّحة لمرشحه في البقاع الغربي ناصر نصر الله. لكن عون لم يوافق بعد على هذه الصيغة. وينتظر سعاة الخير تدخلاً خاصاً من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمعالجة هذه النقطة.
وخلافاً لما يتردّد عن حصتها، أكدت جبهة العمل الإسلامي خوضها الانتخابات ترشحاً واقتراعاً في كل المناطق، وستعلن الاثنين المقبل أسماء مرشحيها الخمسة الذين ذكرت مصادر مطلعة في الجبهة لـ«الأخبار» أنهم: عبد الناصر جبري في دائرة بيروت الثالثة، كامل الرفاعي في دائرة بعلبك ـــــ الهرمل الذي يرجح أن يكون على لائحة حزب الله بما يكفل نجاحه، إضافة إلى ثلاثة في الشمال هم: الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان عن دائرة طرابلس، جميل رعد عن دائرة المنية ـــــ الضنية وطلال الأسعد في عكار.
وطرح هذا الموقف أكثر من سؤال عن مدى جدية هذه الترشيحات، وخصوصاً أن أوساطاً مقربة من الجبهة رأت أنه باستثناء الرفاعي «تبدو حظوظ بقية المرشحين شبه معدومة»، وعزت هذه الخطوة إلى أن «لدى بعض مسؤولي الجبهة نية مؤكدة ومسبقة في دفعها إلى خوض الانتخابات لمواجهة الجماعة الإسلامية على وجه التحديد، في خطوة تتجاوز تصفية الحسابات القديمة بين بعض رموز قيادتي الطرفين، وصولاً إلى محاولة كل طرف الإثبات للآخر أنه هو الأكثر حضوراً وتمثيلاً على الساحة الإسلامية السنية، وخصوصاً أن الجبهة ستحصل على مقعد نيابي مضمون بتحالفها مع حزب الله في دائرة بعلبك ـــــ الهرمل، فيما لا تزال الجماعة تصارع لانتزاع حصة من خلال تحالفها مع المستقبل».
وفي أبرز الترشيحات أمس، أعلن منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب، سامي الجميّل، ترشّحه عن المقعد الماروني في المتن الشمالي، في مؤتمر صحافي حضرته قيادات الحزب، رئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر، ورئيس مجلس إدارة تلفزيون الـmtv ميشال المر.
الخارج يرسم النّتائج
نبّه المرجع السيد محمد حسين فضل الله إلى أنه في الوقت الذي ترتفع فيه حدّة الصخب الداخلي حول الانتخابات النيابية، فإن هذه الانتخابات دخلت في خطوط المساومات الإقليمية، وألحقت بملفات المصالحات العربية، ورسمت آفاقها وبعض نتائجها السعيدة أو غير السعيدة، بمعرفة من اللبنانيين أو بمعرفة بعضهم، وبموافقتهم أو من دون موافقتهم، لتبرز إلى السطح حقيقة جديدة مفادها أن المناداة بالويل والثبور وعظائم الأمور، ليست بضاعة رائجة في لبنان، وأن التسويات إن لم تنطلق في لبنان من الداخل فستأتيه من الخارج، مسقطة كل العناوين التي احتشدت حولها مواقع وأسماء وشخصيات. ولـ«أننا لدغنا من الجحر مئات المرات»، حثّ اللبنانيين على «ألا يسمحوا للصراخ الانتخابي بأن يستثير فيهم روح العصبية والقبلية»، و«أن يفهموا جيداً اللعبة التي تتحرك من حولهم، حتى لا يكونوا حطباً للشرارات المتفرقة
الاخبار
ارسل تعليق
No comments found.
