جنبلاط يعزز تمايزه
جنبلاط يعزز تمايزه: «لبنان أولاً» المنعزل والمحايد جريمة ... و«حزب الله» يركّز في برنامجه على الشراكة
«الثنائي» يصبح «ثلاثياً» في طرابلس ... وإقصاء عبيد يتفاعل
«المستقبل» يتحوّل إلى تنظيم ... والحريري يدعو لتثبيت سلاح المقاومة على طاولة الحوار
قبيل ساعات من إقفال باب الترشيحات رسمياً إلى الانتخابات النيابية (منتصف ليل غد) تلاحق إعلان اللوائح والترشيحات، من قبل جهات حزبية وسياسية في فريقي المعارضة والموالاة، مترافقاً مع سقوط «ضحايا» جدد دفعوا ضريبة بعض التسويات، وخصوصاً في معسكر 14 آذار.
غير أن الثمن الذي تم تدفيعه للنائب السابق جان عبيد قد يكون الأكثر قساوة، ولا سيما على أهالي طرابلس، حيث أفادت المعلومات الواردة من المدينة أن هناك حالة استياء شديد تسود الشارع الطرابلسي بفعل قرار النائب سعد الحريري الرضوخ لضغوط حلفائه المسيحيين، والاستغناء عن ضم عبيد الى مشروع اللائحة الائتلافية، لصالح المرشح الكتائبي سامر سعادة، وذلك بهدف حل مشكلة التزاحم بين الكتائب و«القوات» على المقعد الماروني الثاني في البترون الذي آل للنائب انطوان زهرا.
في هذه الأثناء، استعادت الاتصالات زخمها لاستكمال تشكيلة اللائحة الائتلافية في طرابلس، بعد أن أنجز النائب سعد الحريري التفاهم مع الرئيس نجيب ميقاتي يوم الجمعة الماضي والذي أفضى إلى مشاركة ميقاتي بثلاثة مقاعد للسنّة عبره شخصياً مع النائب السابق أحمد كرامي عن طرابلس وإسم ثالث يختاره عن دائرة المنية ـ الضنية.
وعلمت «السفير» أن الاتصالات مع وزير الاقتصاد محمد الصفدي سلكت منحى إيجابياً مفاجئاً مساء أمس خلال لقاء عقد في منزل الحريري في وسط بيروت، بعد انتهاء احتفال «البيال»، وتم خلاله «تذليل العقبات» أمام إنجاز التفاهم بينهما وعلى قاعدة «تفهم» مطالب الصفدي.
وكشفت معلومات ليلاً أنه جرت إزالة بعض الغيوم الملبدة بشأن «عقدة» حجم مشاركة الصفدي في الائتلاف عن طرابلس إلى جانب مرشحه عن دائرة المنية ـ الضنية قاسم عبد العزيز.
وعلم أن الاجتماع انتهى الى «نتائج ممتازة» على حد وصف أوساطهما، ليصبح الائتلاف شبه ناجز بينهما، علما بأن مصادر قريبة من الطرفين رفضت الكشف عن طبيعة التفاهم إلا أنها أوضحت أن مضمونه سيتبلور خلال الساعات القليلة المقبلة.
لكن هذا الائتلاف سيكون غير مكتمل في غياب الرئيس عمر كرامي عنه وكذلك الوزير السابق جان عبيد، ما يعني أنه لن يلغي احتمال حصول معركة انتخابية في عاصمة الشمال ستبدأ معطياتها بالظهور خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعلى ضفاف الاستعدادات الانتخابية، ولد أمس كيان حزبي جديد مع إعلان «تيار المستقبل» عن تحوله الى تنظيم سياسي خلال احتفال حاشد و«منظم بإتقان» أقامه في «البيال»، غاب عنه النائب وليد جنبلاط، وتليت خلاله الوثيقة السياسية والبرنامج الاقتصادي والاجتماعي لـ«التنظيم»، فيما نبه النائب سعد الحريري الى انَّ التلاعُب بالعيش المشترك، وتعريضِهِ لِمخاطر العنف الأهلي، «هو تلاعب بميثاق الشرف الذي توصَّلنا إليه في اتفاق الطائف، وأكد أنَّ أي سِلاح لبنانياً كان أم غير لبناني، لا يجوز أن يعلو على سِلاح الدولة ومؤسساتِها الأمنية والعسكرية، وسنبقى على موقفِنا بأنِّ طاولة الحِوار الوطني، يجِب ألاّ تتخلّى عن دورِها في تناول موضوع سِلاح المقاومة، بِما يوفِّر مستلزمات الحِماية الكامِلة للسِيادة الوطنية في مواجهةِ الاحتلال الاسرائيلي، وردِّ الاعتِداءاتِ الإسرائيلية عن أرضِنا وشعبِنا».
أما في صفوف المعارضة، فإن الخسائر المترتبة على تركيب اللوائح والتحالفات الانتخابية تبدو حتى الآن محدودة، فيما أكدت أوساطها لـ«السفير» ان الجهود مستمرة لتسوية آخر العقد التي لا زالت تؤخر إنجاز التفاهم في دوائر جزين وبعبدا وعاليه، معربة عن ثقتها في التمكن من حلها قريباً.
ويذيع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد البرنامج الانتخابي للكتلة في مؤتمر صحافي يعقده بعد ظهر اليوم بحضور مرشحي «حزب الله». وعلمت «السفير» ان البرنامج المؤلف من تسع صفحات «فولسكاب» سيركز على الإصلاح بمختلف وجوهه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية والمالية والإدارية، وسيؤكد الالتزام بالشراكة والتوافق وبناء دولة القانون والمؤسسات ومواجهة الفساد، كما سيتطرق الى عنوان المقاومة.
جنبلاط: فهمي مختلف لـ«لبنان أولاً»
في هذه الأثناء، اعلن النائب وليد جنبلاط بعد جولتين في الشويفات وإقليم الخروب، عن ولادة لائحة الشوف، وهي تضم بالإضافة اليه، النواب: علاء الدين ترو، محمد الحجار، نعمة طعمة، ايلي عون، مروان حمادة، جورج عدوان ودوري شمعون.
كما اعلن عن عدم ترشيح النواب انطوان اندراوس وفيصل الصايغ في عاليه، وعبد الله فرحات في بعبدا، ورد ذلك الى متطلبات التحالف والوحدة داخل قوى 14 اذار، ورأى أن مقعد الأمير طلال ارسلان في عاليه هو مقعده الطبيعي.
وواصل جنبلاط «تمايزه» عن باقي قوى 14 آذار، بمجاهرته القاطعة برفض فكرة الحياد وبإعطائه مفهوم «لبنان أولاً» بُعداً مختلفاً عن ذاك الذي يطرحه النائب سعد الحريري وسمير جعجع. وأكد أن لا قيمة لـ«لبنان أولاً» من دون العروبة ومن دون فلسطين، «لبنان أولاً» هو بمعنى أن نقرر شأننا بالسيادة والاستقلال في شؤوننا الداخلية، ولكن أن يكون «لبنان أولاً» منعزلاً ومحايداً فهذه جريمة ومخالفة للطائف». وأشار إلى أنه «إذا كان بعض من حلفائي اليوم ينادون أو يفكرون بحياد لبنان فنحن على خلاف مع هؤلاء أياً كانوا».
وإذ شدد جنبلاط على العمق القومي للبنان، قال: نحن محكومون بالعيش المشترك مع الضاحية، ونحن جزء من الضاحية، والضاحية جزء من الجبل ومن بيروت، أضاف: لا أريد أن اعمل من 7 أيار كربلاء بالمقلوب، وأنا عازم على استعادة التواصل المباشر مع «حزب الله».
وتناغماً مع كلام جنبلاط ومواقفه الأخيرة، قام وزير الاشغال العامة غازي العريضي بزيارة لافتة للانتباه الى بنت جبيل وعيناثا اللتين كان قد زارهما قبيل انتخابات عام 2005.
عاليه: اندراوس ضحية التسويات
وفي دائرة عاليه، اصبحت لائحة جنبلاط واضحة المعالم، فتُرك فيها المقعد الدرزي الثاني شاغراً لمصلحة الوزير طلال ارسلان، وضمت أكرم شهيب (درزي)، فؤاد السعد وهنري حلو ( ماروني) واستبدل النائب انطوان اندراوس عن مقعد الروم الأرثوذكس بمرشح حزب الكتائب فادي الهبر من بلدة المنصورية في جرد عاليه، بعدما قرر الحريري في اللقاء الأخير الذي جمعه بالرئيس أمين الجميل التضحية بأنطوان اندراوس لمصلحة الهبر.
أما بالنسبة إلى لائحة المعارضة، فالأكيد حتى الآن أنها ستضم الوزير طلال ارسلان عن المقعد الدرزي )المقعد الدرزي الآخر شاغر) والنائب الأسبق مروان أبو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي، فيما تبدو الأمور حتى الآن غير واضحة ما بين التيار الوطني الحر والحزب القومي، مع ترجيحات بتسمية النائب الأسبق أنطوان حتي عن احد المقعدين المارونيين (قومي)، فيما المقعد الماروني الثاني يمكن أن يذهب لثلاثة من التيار الوطني الحر أو المقربين منه وهم: غابي صادق، سيزار أبي خليل (تيار) وكاميليا أبو شديد.
القومي: نحدد موقفنا في عاليه قريباً
إلى ذلك، أعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان خلال مؤتمر صحافي عقده أمس أسماء مرشحي الحزب على الشكل الآتي: دائرة عكار: محمود الحسن ـ دائرة الكورة: سليم سعادة ـ دائرة المتن الشمالي: غسان الأشقر ـ دائرة بعلبك ـ الهرمل: مروان فارس ـ دائرة مرجعيون ـ حاصبيا: أسعد حردان.
وأوضح حردان أن الحزب سيتخذ القرار المناسب بخصوص مرشحه في دائرة عاليه خلال 24 ساعة بعد استكمال الاتصالات مع القوى الحليفة.
معوض إذا فاز سيصبح
في كتلة «القوات»؟
وكانت «القوات اللبنانية» قد أعلنت في الذكرى الـ15 لحلها، خلال مهرجان في مجمع «البيال، أمس الأول، على لسان رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع، مرشحيها للانتخابات النيابية، تحت شعار «ثورة الأرز-2» وهم: جورج عدوان (الشوف)، ستريدا جعجع وإيلي كيروز (بشري)، فريد حبيب (الكورة)، أنطوان زهرا (البترون)، إدي أبي اللمع (المتن)، ريشار قيومجيان (بيروت الأولى)، ميشال سلوم (بعلبك ـ الهرمل) وروبير خوري (الزهراني). وكان لافتاً للانتباه اعلان النائب انطون زهرا ان المرشح ميشال معوض سيكون ضمن كتلة «القوات النيابية» في حال فوزه في الانتخابات.
الدائرة الأولى
وفي بيروت، استمر قرار «القوات اللبنانية» بترشيح ريشار قيومجيان عن الدائرة الاولى بالتفاعل، ولا سيما في الاوساط الارمينة التي تشكل جزءا من قوى 14 آذار. وبينما أعربت مصادر أرمنية موالية في اتصال مع «السفير» عن استغرابها لاستيراد «القوات» أحد المرشحين الارمن الى الدائرة الاولى لفرضه على الناخين، قال النائب عن تيار المستقبل سيرج طورسركيسان لـ«السفير» إنه مستمر في ترشحه عن المقعد الارمني في الدائرة الاولى حتى النهاية.
بري: لا للتهميش
وفي المواقف، قال الرئيس نبيه بري، خلال احتفال في تبنين بوضع الحجر الأساس لمشروع الصرف الصحي في قضاء بنت جبيل، إن « العبور الى الدولة لا يمكن ان يتم عبر تهميش الخصوم او تهميش فئات وطنية، كما ان العبور الى الدولة لا يمكن ان يتم بتخويف الرأي العام بالفوضى الاقتصادية وبتراجع الاستثمارات اذا ما فازت المعارضة، لأن تجربة الأكثرية هي التي تحفز الناس لكي تربح المعارضة وتصحح الوضع».
السنيورة: الانتخابات غير مصيرية
وأيد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، المرجح قيامه اليوم أو غداً بتقديم ترشيحه للانتخابات عن صيدا، قيام حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات، تتمثل فيها كل الاطراف ولكن من دون قدرة الفريق الخاسر على التعطيل.
وقال في حديث لوكالة «رويترز»: إن تجربة الحكومة الحالية التي يحظى فيها «حزب الله» وحلفاؤه بثلث المقاعد الوزارية، وهو ما يسمى «الثلث المعطل»، لم تكن تجربة ناجحة.
ووصف الانتخابات بأنها هامة جداً لأنها سترسم صورة لما يريده اللبنانيون خلال السنوات الأربع المقبلة، «اما القول بأنها مصيرية، فإن فيه شيئاً من المبالغة
جريدة السفير
ارسل تعليق
No comments found.
