جلسة حوار بجداول أعمال مختلفة
جلسة حوار بجداول أعمال مختلفة
يجمع اليوم الرئيس ميشال سليمان الأقطاب اللبنانيين مرة خامسة في بعبدا. لا يحتاج هذا اللقاء إلى «بصّارة» أو قارئ في الغيب ليقول إن الجلسة ستنتهي على الشكل الآتي: التشديد على أهمية الاستمرار في التهدئة والإثناء على المصالحات ـــــ إذا وُجدت ـــــ والتركيز على تقريب وجهات النظر، إضافةً إلى وليمة غداء على شرف الضيوف.
سيتغيّب عن الجلسة رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، لانشغاله بالمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزّة في مصر. لم يسمّ السنيورة أحداً لينوب عنه في الجلسة، كما قال وزير الدولة خالد قباني: «على حدّ علمي ما سمّا». ليضيف أنه من الممكن أن يحضر السنيورة بنفسه.
وسيكون رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الغائب الثاني عن الجلسة. بينما رجح النائب أنطوان زهرا «مبدئياً»، حضور نائب رئيس الهيئة التنفيذية، النائب جورج عدوان.
بعيداً عن هذين الغيابين، يستأنف الرئيس ميشال سليمان الجلسة الخامسة بكلمة «توجيهية» تصبّ في خانة التوافق الداخلي وإضفاء جوّ التهدئة قبيل الانتخابات النيابية، إضافةً إلى المهمات الإدارية التي على الدولة إتمامها. مع إشارته إلى الأجواء العربية التصالحية. وقد علمت «الأخبار» أن جدول أعمال الجلسة يجمع بين البحث في الاستراتيجيا الدفاعية والمحكمة الدولية، والموازنة والصناديق والانتخابات...
وإذ يأمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن تساهم جلسات الحوار في أجواء التهدئة تمهيداً للوصول إلى نقاط اتفاق، لا يخفي فريقا الحوار، الأكثرية والأقلية، تململهما. يقول موالون إنه لا فائدة من التحاور ما دام الطرف الآخر متمسّكاً بسلاحه، ويعلن أنه يكتفي بالإصغاء إلى المبادرات، من دون وجود أي نيّة حقيقية للتوصّل إلى حل موحّد حول الاستراتيجيا الدفاعية. في المقابل، ترى المعارضة أنّ تمسّك الأكثرية بمواقفها ذات السقف المرتفع تودي بالحوار وتدفعه إلى الهاوية، ليعود الطرفان ويتفقا على أنّ هذه الطاولة البيضاوية ليست إلا لتمرير الوقت والمحافظة على الهدوء حتى الانتخابات النيابية، في 7 حزيران المقبل.
الجميع متّفق على أنّه لا فائدة من الحوار سوى كسب الوقت. وفي هذه العملية، من المتوقع أن يعرض الرئيس نبيه بري رؤيته للاستراتيجيا الدفاعية، كما يشير مطّلعون على أجواء بعبدا. وينقل متابعو بعبدا أنّ «رئيس الجمهورية يصرّ على الدعوة إلى حلحلة المشكلات التي تعطّل عمل الحكومة». ويؤكد المتابعون أن الرئيس «حريص على أن لا يدخل في الصرا ع الثنائي».
وفيما شبه مؤكد أن يغوص رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بصمته المعتاد، يعتقد البعض أن يخرج عدد من قادة 14 آذار عن جدول الأعمال والموضوع الأثير إلى قلوبهم، ليطرحوا ملف الانتخابات النيابية جدّياً، ويرشح أن يكون الرئيس أمين الجميّل وممثل القوات اللبنانية والنائب ميشال المرّ من المبادرين إلى ذلك. أما النائب سعد الحريري، فسيركّز مداخلته على ملف المحكمة الدولية. وفي هذا السياق يشير أكثريون إلى أن المطلوب من ممثلي قوى 8 آذار إعادة تأكيد أنهم موافقون على مبدأ قيام المحكمة «وأنهم مستعدّون للتعاون معها والالتزام بمقرّراتها».
في المقابل، يتوقع أن يطرح الرئيس نبيه بري، في جلسة الحوار، ملف الموازنة ومجلس الجنوب، كما فعل في الجلسة الأخيرة وتحدث بصورة مباشرة عن انتخاب الأكثرية لأعضاء المجلس الدستوري. ورغم أنّ البعض يستبعد طرح هذا الملف لغياب الرئيس السنيورة، إلا أنّ ذلك لن يمنع برّي من الإشارة إلى الموضوع، على اعتبار أنّ السنيورة سيكون إما ممثلاً بمندوب عنه أو أنّ حلفاءه ينوبون عنه.
إزاء هذا المشهد الانتخابي (14 آذار) والمجالسي (بري) والاحتفالي بالمحكمة (الحريري) يرشح أن يطالب العماد ميشال عون بتفعيل النقاش حول الاستراتيجيا الدفاعية وطرحها جدياً، إذ أشار مطّلعون على أجواء الرابية إلى أنّ عون يعطي هذا الملف الأولوية على اعتبار أنّ رؤيته لهذه القضية، لم تنل الجديّة والاهتمام اللازمين.
وفي هذا الإطار لم تكتمل اللجنة المخصصة لمتابعة الملف: العمداء المتقاعدون: ميشال أبو رزق عن التيار الوطني الحرّ، وهبة قاطيشا عن القوات اللبنانية، طعان حرب عن بطرس حرب ـــــ قرنة شهوان، جوني خلف عن حزب الكتائب. أما رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي، وليد جنبلاط، فما زال يصرّ، حتى مساء أمس قبل لقائه الرئيس نبيه بري، على موقفه القاضي بسحب مندوبه في اللجنة العقيد شريف فيّاض. وما زالت الأجواء ضبابية من جانب القوى الأخرى، وخاصة حزب الله، إذ تشير المعلومات إلى عدم جدوى بحث هذا الملف. وإذ يسأل عما إذا كانت جلسة اليوم هي الأخيرة في مسلسل «الحوار الوطني» قبل الانتخابات النيابية، تتقاطع الإجابات عند القول إن القرار في جعبة الرئيس سليمان، الذي تفيد المصادر أنه يناقش خياراته بجدية، منفتحاً على أجواء القوى المشاركة، وعينه على التهدئة، وصولاً إلى الانتخابات النيابية
نادر فوز
ارسل تعليق
No comments found.
