برّي يتّهم رئيس الحكومة وشطح بالكذب
برّي: العريضي أنقذ السنيورة من التصويت والإحراج وربّما الاستقالة
توزع المشهد السياسي أمس على ثلاثة محاور رئيسية: تداعيات تأجيل إقرار الموازنة، واتهام الرئاسة الثانية للرئاسة الثالثة بالـ«تراجع» عن اتفاق مسبق على بند مجلس الجنوب، والتساؤلات عن «تجاوز أميركي» مستجد للأعراف الدبلوماسية والبروتوكول، وارتفاع مستوى الشكاوى في الشأن الانتخابي
قبل الاستفاقة من مفاجأة رئيس الجمهورية بطرح التصويت على الموازنة في جلسة مجلس الوزراء التي عطّلها الوزير غازي العريضي باقتراحه التأجيل لمزيد من المشاورات، فجّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي مفاجأة من عيار أكبر، بالقول لـ«الأخبار» إن التصويت كان «سيؤدي إلى فوز المعارضة بأكثرية الأصوات»، بسبب غياب وزيرين من الأكثرية وتأييد وزراء المعارضة واللقاء الديموقراطي والياس المر لموازنة مجلس الجنوب، مضيفاً أنه كان يتمنى حصول التصويت «ولو حصل لكنت عرفت من معي ومن ضدي»، مشيراً إلى أن العريضي أنقذ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «من إحراج ما بعده إحراج»، لأن «الأجواء الملبدة كان يمكن أن تدفعه للاستقالة في حال فشله هو والوزير محمد شطح في إمرار خفض موازنة المجلس».
ولا يُخفي بري استياءه مما قال إنه تراجع عن اتفاق بينه وبين السنيورة على موازنة الستين ملياراً، معلقاً على نفي شطح لوجود هذا الاتفاق بالقول: «شطح كذّاب مثل معلمه». وبعد وقوفه طويلاً عند مطالبات الوفود الجنوبية التي تزوره «وخاصة من منطقة شبعا»، باعتمادات مجلس الجنوب التي تتيح تنفيذ عدد من المشاريع المهمة في المنطقة، قال بحزم: «إن فلساً واحداً ناقصاً من موازنة المجلس، هو أمر مرفوض».
ولا يكتفي بذلك «فالستون ملياراً جزء من الموازنة، وهي تحصيل حاصل»، ولكن «ما أريده فعلاً هو أموال الهبة السعودية للجنوب، التي اعترف السنيورة بنفسه بـ24 مليار ليرة منها، وهناك مصادر تتحدث عن أرقام تتجاوز 63 ملياراً، وهي من حق أبناء الجنوب جميعاً، وخاصة مَن تضرر من الحرب الأخيرة».
وعن احتمال ترشّح السنيورة في صيدا، قال برّي إن ذلك «أمر إيجابي يسمح بخوض معركة سياسية، ولنرَ عندها موقع السنيورة». وتعليقاً على طريقة زيارة السيناتور جون كيري وبرنامجها، حمل على السلطات اللبنانية «التي لا تحترم نفسها وتسمح بحصول خرق دبلوماسي وبروتوكولي». وقد التقى برّي أمس الوزير إيلي سكاف والنائب أنور الخليل مع وفد من قرى العرقوب.
كذلك رأى رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، أن كيري «تصرف بطريقة لا تليق بدولة كبرى كالولايات المتحدة ولا بدولة مستقلة مثل لبنان». وقال إن السفيرة ميشيل سيسون «عادت لتتصرف في لبنان كأنها هي رئيسة حكومته في حركاتها وزياراتها أو في مواقفها أو تعليقاتها على القضايا الداخلية». وسأل النائب حسين الحاج حسن: «هل يمكن اعتبار ما يجري سكوتاً من بعض المراجع الرسمية، أم شراكة متعمدة في هذه التجاوزات ومحاولة للاستقواء بالأميركي؟». وأيضاً رفض رئيس تيار التوحيد وئاب وهاب، بعد زيارته المطران بولس مطر «التدخل الأميركي الوقح في موضوعي انتخابات رئاسة البرلمان والموازنة».
في الشأن الانتخابي، برزت أمس شكاوى عدة، أخطرها من النائب أسامة سعد الذي اتّهم المكتب الانتخابي لتيار المستقبل بتسلّم بطاقات الهوية لـ«مئات المواطنين» من دائرة النفوس في صيدا بـ«إيصالات بدل من ضائع مزورة»، وبأن مختاراً تابعاً لهذا المكتب «تورط في تعبئة هذه الإيصالات»، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك الضغط على أصحاب البطاقات «وابتزازهم أو محاولة شراء أصواتهم بواسطة الرشوة».
وقد نفى «المستقبل» ذلك «جملة وتفصيلاً»، مؤكداً «أنه ليس بحوزة أيٍّ من مكاتبه أية بطاقات هوية لأي ناخب، ويمكن التأكد من صحة النفي من دائرة النفوس في صيدا». وتمنى على سعد «التحقق من المعلومات الخاطئة التي وصلته قبل استخدامها في التجني والافتراء على الآخرين».
وبعد زيارته دائرة نفوس مرجعيون، اشتكى النائب قاسم هاشم من «التباطؤ في عمل مشغل الهويات وعدم تسليم الأعداد الكافية من الاستمارات للمخاتير»، كاشفاً ان الدائرة لم تتسلم إلا 700 هوية من أصل 5000 استمارة موجودة لدى وزارة الداخلية.
ويأتي ذلك، في وقت أصدر فيه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي تعميماً أثنى فيه على جهود الضباط والعناصر «الذين عُيِّنوا في المراكز المستحدثة لاستقبال طلبات بطاقات الهوية في كل المحافظات»، لـ«تأمين إنجاز هذه البطاقات وتسليمها لجميع المواطنين بالسرعة الممكنة»، وحثّهم على مضاعفة الجهد حتى إنجاز المهمة المطلوبة. وطلب في تعميم آخر من رجال قوى الأمن «عدم التدخل بكل ما يمتّ بصلة إلى الانتخابات والوقوف على الحياد والبقاء على مسافة واحدة من جميع المرشحين»، تحت طائلة اتخاذ تدابير مسلكية بحق المخالفين.
وتحدثت النائبة جيلبرت زوين عن «باب جديد» في ما سمّته «خدمات ابتزازية» لأبناء كسروان، هو طلب الأكثرية من بعض إدارات المدارس المبالغ المتراكمة من الأقساط المدرسية «على أن يكون الدفع قبل الانتخابات بأيام قليلة». فيما اشتكى رئيس الاتحاد الماروني المسيحي في ألمانيا مبارك فغالي، بعد زيارته ووفداً من الاتحاد للنائب ميشال عون، من «ضغوط يتعرض لها الاتحاد في ألمانيا».
وفي عشاء في زغرتا، رأى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن زغرتا الزاوية تحتاج إلى مرجعيات تعيدها «إلى موقعها الطبيعي ودورها التاريخي في الصف الأول، لا درجة ثانية أو ثالثة كما الحال معهم». وقال للحاضرين إنه يتّكل عليهم «لا على الحليف ولا على الصديق، لا على حزب الله ولا سوريا ولا أي أحد آخر، لأن الحلفاء قادرون على مساعدتي في السياسة العامة الإقليمية أو المحلية، لكنهم غير قادرين على ذلك في الانتخابات المحلية». وأكد أن اللائحة التي تضمه وسليم كرم وأسطفان الدويهي لن تتغير.
وفي المقابل، في ردٍّ غير مباشر على برّي، قال النائب سعد الحريري خلال استقباله مساء الخميس وفداً من العائلات الكردية، إن «الانتخابات مصيرية بالنسبة إلى مستقبل لبنان، ولا يحاول أحد إقناعكم بغير ذلك». وقد غادر الحريري أمس إلى السعودية، بعدما عرض موضوع التحالفات ولوائح 14 آذار مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أقر في مؤتمر صحافي عقده في معراب، بوجود «شد حبال في تأليف اللوائح»، وقال إن «الصعوبة تكمن في المقاعد المحدودة وكثرة الأحزاب والقوى والشخصيات والطموحات غير المحدودة»، واضعاً إمكان تراجع القوات عن الترشح في بعض الدوائر في إطار «ضرورة إجراء الترتيبات اللازمة». ورأى حزب الوطنيين الأحرار أن «الخطوات الناقصة» في الترشيحات وتركيب اللوائح في 14 آذار «ترسل إشارات غير مطمئنة وتستفز أكثر ممّا تحفّز».
وفيما تخوف النائب أحمد فتفت الموجود في أوستراليا، من أنه «إذا ربح فريق 8 آذار، فباستطاعته أن يفبرك الملفات لأيٍّ منا ويرميه في السجن»، حذر الرئيس أمين الجميّل الذي عاد من بلجيكا أمس، من أن فوز المعارضة سيؤدي إلى سيطرة حزب الله «على البلاد عسكرياً وأمنياً، على حساب التقاليد الديموقراطية».
على صعيد تطويق ذيول مقتل لطفي زين الدين، زار وفد من حركة أمل برئاسة النائب علي حسن خليل، بلدة الشبانية معزياً باسم بري. وقال خليل إن ما جرى «ليس له أي مبرر على الإطلاق»، مشيداً بموقف النائب وليد جنبلاط «الذي في لحظة الخسارة كان على مستوى الحدث والمسؤولية، وكان السبّاق إلى بثّ روح التهدئة والهدوء والاستقرار»، وأكد البقاء مع الحزب التقدمي الاشتراكي «معاً ندافع عن وحدة هذا البلد واستقراره، وعن دور الدولة والعدالة فيه». وقال: «نحن خلف القوى الأمنية والجيش، في ضبط الأمن وملاحقة المجرمين وتوقيفهم وإنزال العدالة بحق كل واحد ارتكب أي مخالفة في 14 شباط وقبلها».
وردّ النائب أكرم شهيّب، منوهاً بـ«حكمة العقلاء الكبار» في منع الفتنة، وبدور برّي «من الساعة الأولى» للحادث. وشكر للوفد مواساته، مكرراً بقوله «إن هذا البلد لا يقوم ولا يُحمى إلا بمؤسساته الشرعية»، وأكد أهمية أمن الناس في كل المناطق وحق المواطن في أن يعبّر عن رأيه.
في مجال آخر، وفي نيويورك (الأخبار) طالب وزير خارجية إيران منوشهر متكي، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بإنشاء لجنة تحقيق دولية خاصة باختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في لبنان عام 1982، وتحديد مصيرهم، معرباً عن استعداد بلاده التام للتعاون مع اللجنة. ورحّب بإشارة بان إلى معلومات عن تواريخ اختفائهم في تقريره السابق عن تطبيق القرار 1701.
وقال فرحان الحق، المتحدث باسم بان لـ«الأخبار»، إنه ما زال مقتنعاً بأنه «يمكن فعل المزيد لحلّ هذه القضايا التي مضى على وقوعها أكثر من عشرين عاماً. والأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في أي طريقة تستطيعها
جريدة الاخبار
ارسل تعليق
No comments found.