انتصار الدم
انتشال 100 جثمان من تحت الانقاض وعدد الشهداء يتجاوز الـ 1300
حماس تعلن من دمشق باسم الفصائل وقف إطلاق النار

وقعت مواجهات متفرقة الاحد بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي بعد دخول وقف اطلاق النار الاسرائيلي الاحادي الجانب حيز التنفيذ في غزة، حيث عثر على حوالي مئة جثمان تحت الانقاض.
واستشهد شاب وطفلة فلسطينية بعد وقف اطلاق النار في قطاع غزة من جانب واحد دعت اليه اسرائيل، فيما انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية جثامين لـ 95 شهيدا من تحت الانقاض كانوا قد قضوا في الهجوم الاسرائيلي الشرس على القطاع الذي استمر 22 يوما.
وقالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان ان قوات الاحتلال عقب دخول قرار وقف اطلاق النار احادي الجانب عند الساعة الثانية فجرا يوم امس الاحد، حسب توقيت غزة، شرعت قوات الاحتلال الى اطلاق النار في اماكن متفرقة، ادت الى استشهاد مزارع في جنوب القطاع، الى جانب امراة وطفلتها في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، كما واطلقت حوالي سبعة صواريخ على جنوب اسرائيل.
وبعد ان كانت حماس اكدت انها لن تلتزم بوقف لاطلاق النار قبل انسحاب كل الجنود الاسرائيليين من قطاع غزة، اعلن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق من دمشق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، مطالبا اسرائيل بسحب قواتها من القطاع في غضون اسبوع واحد.
واستغلت اجهزة الانقاذ الفلسطينية توقف القصف فجابت مناطق الدمار صباحا وانتشلت حوالي مئة جثمان تعذر انتشالها من قبل بسبب المعارك، على ما اكد الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية.
وبعد ليلة هادئة هي الاولى بعد 22 يوما من القصف غير المسبوق، شن الجيش الاسرائيلي غارة صباح امس الاحد على شمال قطاع غزة اسفرت عن خمسة جرحى، ردا على اطلاق خمسة صواريخ على مدينة سديروت لم تسفر عن ضحايا، بحسب الجيش ومصدر طبي فلسطيني.
واستشهدت طفلة في الثامنة من العمر برصاص اسرائيلي في بيت حانون (شمال قطاع غزة). وفي جنوب القطاع، قتل الجيش الاسرائيلي شابا فلسطينيا قرب خانيونس، بحسب مصدر طبي.
وفي مدينة غزة خرج المواطنون الى الشوارع لتقييم الاضرار الفادحة.
وقال يحيى كريم "ليس من منزل هنا.. هذا كان بيتي" امام انقاض منزله في حي الزيتون، واضاف "دمر كل شيء".
واضاف "اسال (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت: لماذا دمرتم منزلي؟ انا لست حماس. ولا انتمي الى اي طرف سياسي. انا مدني.. اريد السلام".
وبالرغم من الخسائر الجسيمة لدى الفلسطينيين التي بلغت 1300 شهيد و5300 جريح على الاقل بحسب حصيلة جديدة اعلنها حسنين، اعلن خطباء مساجد تابعة لحماس "النصر".
واعلنت مكبرات الصوت في مسجد الكنز الذي ترفرف فوقه اعلام حركة المقاومة الاسلامية الخضراء ان حماس تهنئ "شعبنا بانتصاره المقدام".
وقدر الجيش الاسرائيلي عدد الشهداء بين مقاتلي حماس بأكثر من 500. وشن الطيران 2500 غارة فيما اطلق المقاتلون الفلسطينيون 700 صاروخ وقذيفة هاون على الاراضي الاسرائيلية. من جهة اسرائيل قتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين في الفترة نفسها.
بينما أعلنت "سرايا القدس" الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن 34 من قادتها ومقاتليها استشهدوا في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي خلال الـ 22 يوماً الماضية.
وقالت السرايا في بيان لها، "تبين من الإحصائية التي أعدها "الإعلام الحربي" أن 34 من مجمل عدد الشهداء الذين فاق عددهم الألف شهيد هم من كوادر ومجاهدي سرايا القدس الذين ارتقوا في عمليات استهداف من قبل الطيران الحربي وخلال الاشتباكات التي كانت تدور في محاور مختلفة من القطاع".
وذكرت أن اثنين من الشهداء هم من وحدة الانتحاريين فيما استشهد خلال اليوم الرابع من الهجوم على القطاع أحد أبرز قادة سرايا القدس في جنوب القطاع القيادي زياد أبو طير، واستشهد أحد عشر ناشطاً من الوحدة الصاروخية وآخر من وحدة المدفعية.
وأشارت إلى أنها أطلقت 235 صاروخ ار بي جي من طراز قدس وقذيفة هاون باتجاه المواقع والتجمعات الإسرائيلية خلال الفترة نفسها، إلى جانب إطلاق 27 قذيفة ار بي جي وتفجير 35 عبوة ناسفة بآليات وناقلات جند وقوات خاصة ووحدات من المشاة، وقنص 7 من الجنود وخوض اشتباكات عنيفة في عدة محاور وفي مناطق متفرقة وداخل منازل وتفجير منازل أخرى في القوات المتوغلة.
وقال قرويون ان المزارع عبد الصمد ابو رجلية ( 24 عاما) استشهد بعد اصابته باعيرة نارية خلال تفقده ارضه الزراعية بعد اعلان اسرائيل الانسحاب من مناطق متفرقة في قطاع غزة ، وادى اطلاق النار لاصابة والده بجروح.
وكان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي قال ان قواته ستظل في قطاع غزة حاليا، وستبقى في حالة تاهب وسترد بقوة اذا اطلقت عليها النيران.
واعادت قوات الاحتلال بموجب قرار وقف اطلاق النار تمركزها، في محيط قطاع غزة، ما مكن الاف الاسر الفلسطينية التي تقطن الحدود، وفرت من حدة القتال الى اماكن داخل القطاع للعودة الى منازلها المدمرة، فيما استطاعت طواقم الاسعاف الدخول الى اماكن الاجتياحات، لتفقد الدمار وانتشال الجرحى.
واعلنت مصادر طبية في قطاع غزة انه تم صباحا، انتشال 95 جثمان شهيد من تحت الانقاض في منطقتي العطاطرة وجبل الكاشف وحي الزيتون شمال وشرق قطاع غزة.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ بوزارة الصحة ان من بين الجثامين 18 جثمانا تعود لعائلة واحدة هي عائلة السموني.
وكانت قوات الاحتلال استهدفت هذه العائلة منذ بداية حملتها البرية على القطاع قبل اسبوعين، حين قصفت منزلها بعدة قذائف صاروخية.
وبحسب الطبيب حسنين فان هناك عشرات الشهداء في مناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية لم تتمكن طواقم الاسعاف من الوصول اليها خلال الحرب، سيجري العمل على اخلائها بعد التنسيق مع الجانب الاسرائيلي ليتمكن المسعفون من الوصول اليها خاصة وان تلك المناطق لا يزال جيش الاحتلال يتواجد فيها.
وقال مسعفون شاركوا في انتشال جثامين الشهداء الذين قضوا قبل ايام ان هذه الجثامين وجدت مقطعة وممزقة، في مشاهد يقشعر لها الجبين، واكدوا ان بعض الجثامين تحللت كونها قضت قبل اسبوعين.
واشاروا الى ان غالبية الجثامين التي عثر عليها تعود لاطفال صغار، وآبائهم، وظهرا تم دفن عدد من جثامين الشهداء الذين تم التعرف عليهم من الاقارب.
ومع انتشال جثامين الشهداء قالت وزارة الصحة ان عدد شهداء الحرب الاسرائيلية على غزة وصل الى نحو 1300 شهيد، نصفهم تقريبا من الاطفال والنساء، فيما اعلنت ان عدد المصابين فاق الخمسة آلاف.
ويعيش سكان القطاع في حالة ترقب وحذر شديدين، خاصة وان التحليق المكثف للطيران الاسرائيلي الحربي لم ينقطع، في وقت شنت فيه طائرات نفاثة في ساعات مبكرة غارات وهمية فوق مدينة غزة وشمالها.
وقال عدنان ابو حسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ان الوضع الانساني في القطاع "يزداد سوءا في كل لحظة بسبب ازدياد اعداد اللاجئين المشردين في كافة ارجاء القطاع".
واوضح ان وكالته الدولية تحتضن في مراكز ايواء نحو 50 الف مواطن لجأوا من اماكن القتال، موضحا ان المساعدات المتوفرة لدى "الاونروا" لا تكفي لهذا العدد الكبير.
الى ذلك، اكد شهود عيان من مدينة خانيونس ان الدبابات الاسرائيلية المتواجدة على شرق المدينة اطلقت النار من اسلحة ثقيلة عدة مرات تجاه السكان والمنازل، فيما قال اخرون يقطنون حي التفاح شرق مدينة غزة ان تلك القوات اطلقت صوب منازلهم قنابل فسفورية حارقة.
وفي التطورات الميدانية فقد هاجمت المقاومة الفلسطينية بلدات اسرائيلية قريبة من حدود قطاع غزة بعدة قذائف صاروخية.
واعلن متحدث اسرائيلي عن سقوط سبعة صواريخ منها واحد من نوع غراد سقط في منطقة "كريات غات"، وقال ان الستة الاخرى محلية الصنع.
واعلن في اسرائيل ان الصواريخ اصابت منطقتي سديروت وشاعر هنيغف، ومنطقة اشكول دون ان تتسبب في وقوع اصابات.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر امني قوله ان الساعات القادمة "ستشكل اختبارا لوقف اطلاق النار"، موضحا في ذات الوقت ان الجيش "مستعد لمواجهة استمرار الاعتداءات الصاروخية على الاراضي الاسرائيلية".
واشار الى ان قيادة الجبهة الداخلية قررت الابقاء على حالة الطوارئ في جنوب البلاد عقب تقييمات امنية، موضحا انها تتوقع خروقات لوقف اطلاق النار.
ولفت الى ان انسحابا تدريجيا سيتم من المناطق التي تتواجد فيها قوات الجيش اذا ما تم الحفاظ على الهدوء، مشيرا الى ان قوات الجيش ستغادر القطاع تدريجيا وان قوات الاحتياط ستبقى في المرحلة الراهنة مرابطة فيه، وهدد انه في حال استمرت حركة حماس في اطلاق القذائف الصاروخية "فستعود قوات الجيش لتنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق".
ومن جهته قال اولمرت لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الاسرائيلية الاسبوعي امس الاحد ان وقف اطلاق النار في قطاع غزة "هش وينبغي التدقيق فيه كل دقيقة وكل ساعة".
واوضح ان قوات جيشه "تتفحص جيدا كل ركن وينصتون الى كل ضجة وهي متأهبة لتنفيذ اي امر يصدره قادتها في حال تم خرق التهدئة".
وكانت الفصائل الفلسطينية اكدت ان قرار اسرائيل بوقف اطلاق النار من جانب واحد لا يعنيها بشيء.
واكدت حركة حماس انها لن تقبل بتواجد جندي اسرائيلي واحد في قطاع غزة ، مؤكدة انها ستواصل المقاومة.
وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس "المقاومة ستواصل عملياتها ضد قوات الاحتلال ما دام الجنود الصهاينة فوق تراب غزة وطالما بقى الحصار يفرض على قطاع غزة".
واعتبرت حركة فتح اعلان اسرائيل وقف اطلاق النار "شركا اسرائيليا لخداع الرأي العام العالمي".
وقال الناطق باسم الحركة فهمي الزعارير "ان حماية دم الاطفال والنساء والشيوخ من ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة شكلت مطلب ومحور مساعي القيادة الفلسطينية ما قبل وخلال العدوان الاسرائيلي، وسيتواصل باعتباره المهمة الاساسية للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية".
واكد الدكتور رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي ان المقاومة الفلسطينية "ستواصل الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، وستواصل التصدي لقوات الاحتلال، حتى انهاء الحصار، وفتح المعابر ووقف العدوان الاسرائيلي بشكل كامل".
واعتبر ان قرار اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد "دليل على فشلها"، وقال "اذا كان الهدف من العدوان هو تدمير الواقع السياسي لحماس كقوة وتنظيم فقد فشل"، لافتا الى ان البنية الاساسية للمقاومة "هي الانسان الفلسطيني المتمرس على ارضه".
اما ابو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية فقد اكد ان تنظيمه سيواصل قصف اسرائيل والرد على جرائمها، طالما بقيت القوات الاسرائيلية تستبيح الارض الفلسطينية
غزة ـ القدس العربي ـ من اشرف الهور
ارسل تعليق
No comments found.