النواب أمام اختبار سن الـ 18
سليمان إلى باريس الإثنين وفرنسا متمسكة بحكومة «توافقية»
النواب أمام اختبار سن الـ 18 ... و«المخفي أعظم» في التنصت نصر الله: محكومون بالتهدئة الانتخابية ... وأي مصالحة عربية قوة للجميع
ما يزال الداخل اللبناني متأثرًا بشكل عام, بالمناخ التصالحي الذي تولـّد مع نجاح رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جمع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة, في «العشاء السري» في بعبدا, بعد فترة من المواجهة السياسية والسجالات حول أرقام موازنة مجلس الجنوب.
وعلى رغم انصراف الأطراف المعنية بالعشاء الى الحديث عن الإيجابيات للتهدئة, فإن السائد على خط الرئاستين الثانية والثالثة على هذا الصعيد لم يخرج بعد عن اطار نوايا معلنة بوضع الموازنة على سكة الحل. وعلى أهمية الانجاز الذي تحقق بجمع الرئيسين بري والسنيورة بعد طول خلاف وتحت سقف واحد, فإنه لم يقترن بعد بما يماثله على صعيد حلحلة نقاط الخلاف, بحيث لم تبرز أية معطيات تؤشر الى اتفاق قريب يترجم «تفاهمات بعبدا», كما ان اللقاء الذي عقد بين وزير المال محمد شطح ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان ومدير عام المجلس هاشم حيدر, لم يخرج بتقدم يذكر باستثناء إيجابية حصول اللقاء، اذ تم فيه استعراض عام لامور وتفاصيل معلومة, والخلاصة ان لا نتائج ملموسة.
وفي جانب رئاسي آخر، من المقرر أن يبدأ الرئيس سليمان زيارة دولة إلى العاصمة الفرنسية تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تستمر ثلاثة أيام وتحمل أبعاداً رمزية كبرى، فهي أول زيارة دولة يقوم بها زعيم عربي لباريس منذ تولي ساركوزي الرئاسة قبل عامين تقريباً، والثالثة من هذا النوع، لرئيس جمهورية لبناني.
وسيعقد الرئيس سليمان لقاءين مع الرئيس الفرنسي خلال الزيارة التي يرافقه فيها الوزراء فوزي صلوخ ومحمد الصفدي وزياد بارود. وذكرت مصادر بعبدا أن الرئيس سليمان سيحمل معه ملف العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة وخصوصاً في المجال الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني.
وقال دبلوماسي فرنسي لـ»السفير» في باريس إن «أي حكومة ستنشأ بعد انتخابات اليوم الواحد في السابع من حزيران لن تكون بأي حال حكومة قطيعة»، مؤكداً على ضرورة الاستمرار بصيغة التوافق مثل المعمول بها حالياً. وقال الدبلوماسي «إن فرنسا ليست قلقة من احتمال وصول حزب الله إلى الحكم، وهو عنصر كغيره من عناصر اللعبة اللبنانية... ونعتقد أن الجميع سيقبلون نتائج الانتخابات».
الرابع عشر من آذار: وثيقة ساخنة
في موازاة ذلك، سيكون الداخل اللبناني مرشحاً للتأثر بالأجواء التي ستتركها الوثيقة السياسية التي ستعلنها قوى 14 آذار في مؤتمرها العام الثاني في «البيال» اليوم. وقالت مصادر مسؤولة في الأمانة العامة لـ14 آذار لـ«السفير»: ان الوثيقة ليست صدامية, ولكنها من ناحية ثانية «ساخنة سياسيا» تؤكد بالدرجة الاولى على الثوابت التي قامت على اساسها الحركة الاستقلالية. وتأخذ في الاعتبار التركيبة الميثاقية للبنان, ولا تغفل أي جانب من جوانب هذه التركيبة. اضافة الى انها تستند الى ثلاث ركائز, التأكيد على الطائف في مقابل منطق تكريس مبدأ اتفاق الدوحة, التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية للسلام مقابل منطق الممانعة, والتأكيد على القرار 1701, مقابل محاولة إبقاء الجنوب ساحة مستباحة.
وعلمت «السفير» من مصادر قيادية في 14 آذار, أن الوثيقة خضعت لنقاش معمق بين أركان هذا الفريق, وأشارت الى لمسات «تبريدية» وضعها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط, على المضمون, حيث أصر من جهة على تضمين النص ما يؤكد على عروبة لبنان, كما عمل من جهة ثانية على تخفيف نبرة «تحييد لبنان».
وفي موازاة ذلك, أطل ملف التنصت مجددا, من تقرير اللجنة النيابية للاعلام والاتصالات, الذي أنجزه رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله وسلمه الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري, الذي قال لـ«السفير» إنه سينصرف غدا الاحد الى دراسة التقرير, اضافة الى المستندات التي وصفت بـ«البالغة الاهمية والحساسية» التي ارفقت مع التقرير وفي ضوء ذلك, سيقرر الخطوة التالية. أكان في اتجاه عقد جلسة للجان النيابية المشتركة, او عقد جلسة نيابية عامة لبحث تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بصلاحيات قضائية. واللافت ان بري, وبناء على القراءة الأولية للتقرير والمستندات, كان شديد الاهتمام بالتفاصيل الواردة, وذهب الى القول: يبدو أن المخفي أعظم. وأشار الى انه سيسير في هذا الملف الى الآخر, ووفقا لما يقتضيه.
واستبعدت مصادر لجنة الإعلام, طرح هذا الموضوع في الجلسة التشريعية المقررة الخميس المقبل, لكنها توقعت من جهة ثانية, طرح اقتراح نيابي يتعلق بالتعويض على المؤسسات الإعلامية المتضررة خلال «حرب تموز», الى جانب الاقتراح الانتخابي الذي سيدرجه بري في الجلسة والمتعلق بتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة, والمقدم من نواب ينتمون الى الكتل الرئيسية في مجلس النواب في الموالاة والمعارضة.
مصدر قيادي في المعارضة, أكد في شأن هذا الموضوع ان جلسة الخميس, مهمة جدا على هذا الصعيد, «ولا سيما انها ستضع صدقية الكتل النيابية على المحك لجهة اعطاء الشباب دورهم في ممارسة حقهم بالاقتراع واختيار ممثليهم, وأي محاولة لإفقاد النصاب ستكون محاولة مكشوفة ومفضوحة في التنكر لكل الشعارات التي أطلقوها خلال الفترة الماضية». وما تجدر الإشارة إليه هنا, ان الاقتراح المذكور يتعلق بتعديل دستوري يتطلب ثلثي اعضاء مجلس النواب. علما ان الحضور النيابي ومنذ فترة, وحتى في الجلسات العامة لا يزيد كثيرا عن 65 نائبا.
نصر الله: المصالحة والتهدئة
وسط هذه الأجواء أطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في احتفال لمناسبة المولد النبوي وأسبوع الوحدة الإسلامية, مؤيدا «أي تلاق عربي وإسلامي, وأية مصالحة هي مصالحة مطلوبة ويجب أن تدعم وتؤيد وتساند».
وقال نصر الله: ليس في هذه المصالحات ما يدعو إلى القلق. وأقول إن أي تلاق عربي هو قوة لنا جميعاً.
وشدد نصر الله على التهدئة في الداخل منتقدا تضخيم بعض الحوادث الأمنية التي تحصل قبيل الانتخابات، وقال إن الأجواء معقولة رغم ما يشوبها أحيانا من توترات.
وتابع متوجهاً للأكثرية: إذا حصلت انتخابات وخسرتم فأنتم من سيخسر، وإذا حصلت انتخابات ونحن لم نصبح أكثرية فنحن سنبقى محلنا ولن نخسر شيئاً، بالعكس الانتخابات هي فرصة المعارضة للحصول على الأكثرية وليس أمامها فرصة أخرى، ولذلك، من المنطقي والطبيعي أن تكون المعارضة أشد حرصاً على المناخ الأمني وعلى الاستقرار في البلد وعلى التهدئة لتحصل الانتخابات ولنرى نتائجها.
وفي هذه الأثناء، أبلغ وزير الخارجية فوزي صلوخ وكالة «رويترز» أن السفارة اللبنانية في دمشق ستفتح بدءاً من يوم الأحد.
السفير
ارسل تعليق
No comments found.