الحق مع علي و علي مع الحق

السنيورة سعى لإيقاظ الفتنة

السنيورة سعى لإيقاظ الفتنة

السنيورة سعى لإيقاظ الفتنة التي دفناها في مهدها يوم 7 أيار الماضي في صيدا

 

وضع مدينة صيدا السياسي والانتخابي يستقطب الاهتمام والمتابعة بشكل جلي في هذه الفترة. المعركة الانتخابية المرتقبة وترشح

رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وأهمية بوابة الجنوب وخيارها السياسي تاريخيا


كل ذلك يؤدي الى هذا الاستقطاب الذي تخلقه المدينة، وهو أمر يتزايد اطرادا مع اقتراب موعد الانتخابات في 7 حزيران/ يونيو.
رئيس الحكومة الذي كرر زياراته وجولاته في الآونة الاخيرة الى المدينة، لم يكن التعاطي الشعبي معه منذ بداية هذه الجولات بحسب ما يرجو. وقد أظهرت وسائل الاعلام  طريقة الاستقبال الحارة لمرشح التيار الوطني في المدينة النائب أسامة سعد مقابل فتور شعبي واضح بل و"لطشات" للسنيورة من قبل بعض فعاليات المدينة، في وقت كان بعض المواطنين "يُدفشون دفشا" لكي يلقوا التحية على السنيورة.
كيف هو الوضع الانتخابي والمتوقع من المعركة؟ وماذا يؤمل التيار الوطني من نتائج الانتخابات؟ وما هو تقييم ترشح وجولات السنيورة؟ وهل هناك اتصالات مع الجماعة الاسلامية؟ أسئلة أجاب عنها النائب المرشح أسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري في حديث لـ"الانتقاد".
 
الوضع الانتخابي الصيداوي: معركة حامية وثقة بالفوز بدعم اهل صيدا..
حول تقييمه العام للوضع الانتخابي في صيدا بحسب المؤشرات ومدى الارتياح له، يعطي سعد في البداية تقديما تمهيديا لصورة الوضع والترشح، فيشير الى انه "باكراً ومنذ أشهر حسم التحالف الوطني العريض في صيدا الذي يضم الى التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية والديمقراطية وتيار الدكتور عبد الرحمن البزري والقوى الإسلامية المقاومة، حسم قراره بخوض الاستحقاق الانتخابي في المدينة بمرشح واحد، ترجمة لاقتناعنا بأهمية التنوع والمشاركة والحفاظ على التوازن السياسي الذي تتمتع به المدينة، وهو التنوع الذي حميناه خلال غياب الدولة عن مدينة صيدا. لكن الطرف الآخر فُرض عليه قرار المغامرة بصيدا، فرأينا ترشح الرئيس فؤاد السنيورة بعد مخاض طويل من الاتصالات مع القوى الخارجية والداخلية.
يضيف سعد: "رحبنا بهذا الترشح، لكننا سجلنا على فريق المستقبل إصراره على نهج التفرد بالقرار وإلغاء الآخرين والاستئثار، وهي صفات لم تفارق يوماً هذا التيار منذ ظهوره على الساحة اللبنانية". وينطلق سعد من ذلك ليشير الى ان سياسات المستقبل مُهرت على مستوى الوطن ككل بدمغة الإقصاء والهيمنة، فأينما حل نفوذ هذا التيار سعى الى إقصاء أو تطويع أو شراء خصومه، وهكذا نجح هذا التيار بإقصاء بعض خصومه السياسيين مستفيداً من قدراته المالية والتعبئة المذهبية وعلاقاته الخارجية. لكن صيدا رفضت الإلغاء والإقصاء، ولقنته هزيمة مدوية في الانتخابات البلدية عام 2004.
ويصل النائب سعد الى الوضع اليوم فيعتبر أنهم اليوم يعيدون الكرة بهدف إقصائنا عن الساحة السياسية، ولأجل تدفيع صيدا ثمن مواقفها الوطنية التي صمدت عليها في عز الأزمة السياسية، وظلت وطنية ورفضت المشاريع والاصطفافات المذهبية، وتصدت لمحاولات المستقبل سلخها عن محيطها الجنوبي تحديداً، تمهيداً للطعن بالمقاومة. مع الأخذ بالاعتبار خصوصية مجاورة صيدا أكبر تجمع في الشتات للإخوة الفلسطينيين النازحين، سيما في ظروف اقليمية ودولية غير مستقرة.
إذاً نحن في صيدا نخوض المعركة بوجه رأس 14 آذار ورأس المال ورأس الفتنة المذهبية ـ يقول سعد ـ ويؤكد هنا أننا واثقون من الفوز بدعم أبناء صيدا الذين لا يضيعون بوصلتهم الوطنية والقومية، وهم يفاخرون بتاريخهم المشرف. التيار الوطني بحسب سعد ذاهب الى معركة انتخابية حامية، حيث زُج في مواجهتنا برئيس حكومة كان يفترض به أن يكون ساهراً على نزاهة العملية الانتخابية، لا ان يكون طرفاً فيها.
 
"النقزة" من السنيورة واستخدام خطاب توتيري
حول جولة الرئيس السنيورة في صيدا والتعاطي الشعبي الفاتر، يعتبر سعد ان أخطر ما يميز حركة الرئيس السنيورة الانتخابية ليس إغداقه الوعود الانتخابية على الصيداويين، واستخدامه المال السياسي واستغلال نفوذه الحكومي كرشى انتخابية، بل ذلك الخطاب التوتيري الذي يتوسل المذهبية للتحريض علينا وعلى الشركاء في الوطن.  ويعطى سعد مثالا بأن السنيورة سعى لإيقاظ الفتنة التي دفناها في مهدها يوم 7 أيار الماضي في صيدا، والتي كانت من نتاج قرارات حمقاء اتخذتها حكومته تقضي بملاحقة  قادة المقاومة.
ويلفت سعد الى ان "ترشيح السنيورة لاقى كل هذا الفتور والنقزة عند الصيداويين عموماً من هذه المغامرة التي كانوا بغنى عنها، سيما أن ترشيحه بدا مفتعلاً، فالرجل لم يكن بوارد النيابة، وهذا نستنتجه من لا مبالاته تجاه مطالب المدينة الإنمائية طيلة وجوده في السلطة. بل على العكس، فاللبنانيون عموماً والصيداويون خصوصاً لم يعرفوا السنيورة إلا بصورة "أبو الضرائب" و"أبو الديون".
بالمقابل يعزو سعد التأييد الشعبي لتياره "لكوننا الى جانب شعبنا في السراء والضراء، وما تخلينا يوماً عن واجبنا تجاهه.. فضلاً عن أننا جزء من المزاج الصيداوي الحريص على التنوع الديمقراطي والسلم الأهلي، وعلى علاقة تكاملية بين صيدا ومحيطها، وعلى دور المدينة كعاصمة للمقاومة".
 
مشروع بهية الحريري والسنيورة واحد، لكن الاختلاف في الخصوصية
هل يرى النائب سعد ان الوزيرة بهية الحريري تُستخدم كرافعة للسنيورة لتأمين نجاحه، خاصة من خلال حضورها معه وتصريحاتها الداعمة والمادحة؟ يكتفي سعد بالإشارة الى اختلاف معين في الخطاب والخصوصية بين الحريري والسنيورة، وإلى انه على المستوى السياسي هناك صعوبة في الفصل بين ركني اللائحة المنافسة لنا، أي بين الرئيس السنيورة والنائب بهية الحريري، فهما شخصان يحملان مشروعاً واحداً، لكن الفرق يكمن في خصوصيات معينة، منها معايشة السيدة الحريري اليومية لمزاج الصيداويين عن قرب بحكم إقامتها قرب صيدا، وتواصلها مع القوى السياسية والفاعليات المختلفة فيها. هذا الأمر جعلها متأنية في خطابها أكثر من السنيورة الذي لا سبيل له إلا تغذية العصبيات وإثارة النعرات المذهبية.
 
الجماعة لم تقطع تفاوضها مع المستقبل
هذا ويؤكد سعد في موضوع العلاقة مع الجماعة الإسلامية وإمكانية الحديث عن تحالف، الى "اننا  حريصون كل الحرص على أحسن العلاقات مع الإخوة في الجماعة الإسلامية في صيدا وعلى صعيد لبنان، وما يجمعنا معهم هو إيمان مشترك بنهج وثقافة المقاومة. ويضيف: "نحن نعتبر الجماعة الإسلامية واحدة من القوى الرئيسية في المدينة التي قدمت النضالات والشهداء حفاظاً على إبقاء وجه صيدا مقاوماً".
أما على المستوى الانتخابي فيشير سعد الى ان الجماعة لا تزال تنتظر نتائج مفاوضاتها مع تيار المستقبل الذي اختارته الجماعة طرفاً وحيداً للتحالف الانتخابي معه في كل لبنان، وهي لم تقطع تفاوضها مع المستقبل ولم تبادر الى تغيير هذا التوجه الانتخابي

ارسل تعليق

No comments found.

Search site

جميع الحفوف محفوظةali1.webnode.com