الرابع عشر من آذار
الرابع عشر من آذار تُعلن برنامجها السبت وبري لا يتدخّل في التشكيلات القضائية
التهدئة تواكب تحريك الماكينات الانتخابية
مذكرة التفاهم والموازنة بين "جدران أربعة
مع ان طلائع الحملات الانتخابية وتحريك "الماكينات" والاستعدادات الناشطة لانجاز اللوائح بدأت تطغى على المشهد الداخلي بتصاعد تدريجي، بدا واضحا ان رياح المتغيرات الخارجية من مصالحات عربية – عربية وانفتاح اميركي على دول مؤثرة في لبنان بدأت تلفح هذا المناخ وتزيد اتجاهات القوى السياسية نحو التهدئة.
وفي ضوء ذلك، قالت أوساط سياسية مطلعة لـ"النهار" أمس ان الايام المقبلة ستشهد اتصالات ناشطة لانجاز استحقاقين من شأنهما ان يحصنا الاتجاهات الى التهدئة ورسم ضوابط للحملات الانتخابية من جهة واتمام بعض الخطوات الضرورية المتصلة بسلامة الاستحقاق الانتخابي وعدم تعريضه لأي طعن من جهة اخرى. والاستحقاق الاول يتمثل في لقاءات ستعقدها اللجنة الوزارية الثلاثية التي ألفها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة والتي تضم الوزراء ابرهيم نجار ومحمد فنيش وخالد قباني للاتفاق على الصيغة النهائية لمذكرة التفاهم بين الحكومة ومكتب النائب العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان. وابدت الاوساط آمالا "معقولة جدا" في امكان معالجة التحفظات والاعتراضات التي ابداها "حزب الله" عن بعض العبارات والبنود الواردة في مشروع المذكرة، لكنها امتنعت عن تحديد موعد انجاز مهمة اللجنة اقله في انتظار اجتماعها المقبل.
اما الاستحقاق الثاني فيتمثل في توظيف الزخم الذي احدثه اصدار مرسوم التشكيلات القضائية الجمعة الماضي للدفع نحو توسيع اطار خطوات مماثلة يأتي في مقدمها تسوية مأزق الموازنة الذي سبق لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ان لمح الاسبوع الماضي الى امكان ايجاد حل له، فيما ابدى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة استعدادا للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث في هذا الموضوع. واضافت الاوساط انه على رغم صدور بعض المواقف المتحفظة او المعترضة على التشكيلات القضائية، فقد برز امر لافت لدى نواب "تكتل التغيير والاصلاح" ووزرائه تمثل في عدم اعتراض بعضهم على التشكيلات فيما اعترض البعض الآخر.
وعزت اوساط وزارية في قوى 14 آذار حملة بعض الشخصيات "العونية" على التشكيلات الى اسباب شخصية صرفة تتصل بمنصبي قاضيين في بيروت وجبل لبنان لم يأتيا كما كانت تريدهما. وقالت ان مجلس القضاء الاعلى اعتمد في التشكيلات معايير شفافة وواضحة استندت الى الكفاية والاقدمية والتوازن الى حد بعيد.
وفي السياق عينه، لوحظ ان "حزب الله" اصدر أمس بياناً اعتبر فيه ان التشكيلات القضائية "صدرت مسيسة وفي توقيت ملتبس في منتصف السنة القضائية" لكنه لم يذهب ابعد من الانتقاد مما يعني انه اكتفى بتسجيل موقف مبدئي منها.
غير ان الرئيس بري قال رداً على سؤال لـ"النهار" خلال وجوده في مسقط امس حيث يشارك في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي عن هذه التشكيلات: "لم اطلع عليها بعد صدورها ولم اعلم شيئاً عنها ولم ولن أتدخل".
وأشارت الاوساط المطلعة الى ان ثمة اجواء توحي بامكان دخول عوامل جديدة تساعد على حلحلة بعض العقد التي حالت دون اصدار التعيينات الملحة ذات الصلة بالانتخابات النيابية وخصوصاً تعيين الاعضاء الخمسة المتبقين في المجلس الدستوري والمحافظين وبعض المديرين العامين. لكنها آثرت انتظار ما ستفضي اليه الاتصالات التي ستجري قريباً باعتبار ان "الشيطان يكمن في التفاصيل".
في أي حال، رسمت بعض المواقف التي اطلقت في عطلة نهاية الاسبوع معالم التهدئة الجارية وسط الاستعدادات الانتخابية، وفي هذا الصدد اعتبر بري ان "بعض التوترات والاسئلة القلقة والهواجس والشكوك حول الانتخابات كلها مضخمة وفي غير محلها وان كل ما يثار لا يعدو كونه غباراً ودخاناً ناتجاً من بعض الرؤوس الحامية". واذ شدد، على ان الانتخابات "ستجري في موعدها"، دعا الى تأليف "اي حكومة مقبلة على قاعدة تشكيل الحكومة الحالية لان هذا الامر يعبر عن الديموقراطية التوافقية".
وليس بعيداً من هذا الموقف، اعلن رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لدى اطلاقه ماكينة "حزب الله" الانتخابية في دائرتي النبطية والزهراني ان المعارضة الى جانب "التزامها" الحصول على الاكثرية "ستبقي اليد ممدودة الى المعارضة الجديدة لمشاركتها في السلطة، ودعا جميع الافرقاء الى "الحفاظ على الخطاب الهادئ الذي يوفر مناخات من الارتياح لدى المواطن والناخب".
الرابع عشر من آذار
أما على صعيد قوى 14 آذار، فتنشط الاستعدادات لعقد مؤتمر لهذه القوى السبت المقبل في مجمع "بيال" في الذكرى الرابعة لانتفاضة 14 آذار 2005 ستعلن فيه قوى الاكثرية برنامجها الانتخابي انطلاقاً من تمسكها بالثوابت التي قام عليها تحالف هذه القوى منذ اربع سنوات.
ولم تخرج مواقف اقطاب هذه القوى عن اطار الدفع نحو التهدئة، اذ صرح رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري بأن "هناك حواراً هادئاً يجري اليوم في ما يخص مذكرة التفاهم (مع المحكمة الخاصة بلبنان) وهذا يتم داخل اربعة جدران"، موضحاً "اننا رغبنا في ان يسحب الامر من التداول الاعلامي لانه يسبب توتراً لا داعي له".
ودعا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لدى زيارته أمس بلدة مزبود في اقليم الخروب الى "تحصين الوضع الداخلي والابتعاد قدر الامكان عن الخطاب الصعب او النافر". وقال: "اضطررنا في مرحلة معينة الى هذا الخطاب ولكن لا نستطيع ان نستمر وعلينا ان نعتمد التهدئة". وتناول سلاح المقاومة من غير ان يسميها قائلاً: "لست الا بواثق من ان هذا السلاح سيكون في عهدة الجيش والدولة في يوم ما، وانتظروا فقط الظروف الاقليمية المؤاتية وهذا السلاح لا خوف منه".
فيلتمان وشابيرو
وسط هذه الاجواء استكمل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان ومدير الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو لقاءاتهما امس في بيروت غداة عودتهما من زيارتهما لدمشق السبت. وشملت جولتهما امس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ومطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، ووزير الدفاع الياس المر، والنائب بطرس حرب، ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجعوحرص فيلتمان في هذه الجولة على تكرار التزام ادارة الرئيس باراك أوباما "القوي لسيادة لبنان واستقلاله"، مشدداً على ان "لا تعارض بين الدعم القوي للبنان ومحاولة حل المشاكل بالحوار مع سوريا". واكد ان "لبنان هو للبنانيين والقرار اللبناني يجب ان يتخذه فقط الشعب اللبناني ونتوقع من كل دول المنطقة ومن جيران لبنان ان يحترموا هذا القرار
النهار
ارسل تعليق
No comments found.
